نادية الكتبي
ما اجملنا عندما نتغنى بالثقافة و التحضر وما اجمل الحرية والتعبير عنها بفضاءاتالحياة ، ولكن الاجمل من ذلك فهم حقيقي لمفهومي الثقافة والتحضر ، وذلك بالحفاظ علىالمبادئ الانسانية السامية التي خلقت من اجلها هذه المفاهيم .
الحرية مبدأ جوهري منذ الازل ، لا خلاف عليه بين من يحملون الانسانية كصفة ذاتية . لكنالمختلف عليه هو نظرة الانسان لهذه المفاهيم و تطويعها لنزعاته الشخصية . وكلماتطور العالم ماديا ً تبلورت معه طرق التعبير عن الحرية كمفهوم و ممارسة التحرركممارسة عملية ، وربما بفارق نسبي بين المجتمعات المحافظة والمجتمعات الغربية.
فهناك اسباب وتداعيات اجتماعية و بيئية وتربوية و فردية تؤثر على كيفية نظرةالشخص وتعريفه للتحرر.
فكثير من مجتمعاتنا تنظر للعالم الغربي على انه المثل والنموذج للتحرر والتحضر وهذاامر لا نستطيع ان ننكره ، فالكل يعلم ان الدول الغربية متطورة ثقافيا و علميا و ” انسانيا” وامنيا وخصوصا من ناحية منح الحقوق الانسانية للفرد. ولكننا نعلم بذاتالوقت بوجود الثغرات الحقيقية في هذه المجتمعات من الناحية التربوية و البيئية والبناء الاسري والامراض النفسية التي تقود بالفرد للانتحار ايضا. لكن للاسف وبسبببعض الكبت وعدم الانفتاح التربوي في مجتمعاتنا ينظر الفرد للغرب بانه عنوان الحريةالمطلقة. فيرى فيه العلم وابوابه المفتوحة امام من يريد التعلم ويرى فيه احترام المجتمعلذوي الاحتياجات الخاصة ويرى فيه احترام الرأي الاخر . في نفس اللوحة يرى بعضالناس التي تختلف عنه لونا ودينا وشكلا يمارسون ممارسات لربما محرمة في بيئتهفيصاب بخيبة بمجتمعه و بيئته فيثور على مبادئه ويفضل العيش بالخارج ليتحرر منقيود العيب و الحرام ويصبح المتحرر والمثقف. و متحضرا كاي فرد من افراد المجتمعالغربي. على هذا الاساس يحضر الكثير من مجتمعاتنا الشرقية للغرب لايجاد فرصة عيشامنه تمنح افرادها الحقوق الانسانية.
شبان قدمت لهدف العلم بعضهم خلع قميص العفة والمبادئ ودار في الخمارات وبينالغواني ليظهر انه متحضر وبعض السيدات خلعت خمارها لتندمج في المجتمع الغربيوتظهر بمظهر الحضارة وبعض العوائل فككت اصرحة بيوتها لان الزوجة اتصلت بالشرطةوطالبت بان تعيش بمفردها و اطفال شردت بين بيوت الحماية ودور الايتام بسبب هدمعواميد البيت و عمائم خلعت وتملقت للغواني بعد ان كانت تفتي بالناس بالعفة و الستر. نعم قد حصل هذا كله في الغرب وهناك من التزم بمبادئ مجتمعه الاصيلة واحتفظ بالأسسوتأقلم بها بالمجتمع الغربي فصار ايقونة للغرب بعلمه واخلاقه ومنهجه في الحياة بلنادى بالحقوق الانسانية للفرد ببلاده خلال مجلس حقوق الانسان ان كان مناديا بحقوقالمرأة بشكل عام او ذات الاحتياجات الخاصة بشكل خاص وطالب بكثير من الحقوق ومنهممن حصل على جائزة نوبل بهذا الخصوص.
فهناك من تربى تربية صالحة على ميزان التقوى واستمر بالازدهار بنشر الخير بحكمةلتصحيح الاعوجاج وهناك من يتمنى التسيب والتملص من الاصول فيشجع الاخرين علىالانفلات بمسميات جميلة .. لذا كل يغني على ليلاه والاناء ينضح بما فيه.