منى فتحي حامد _ مصر
العلاقات ما قبل الزواج منتشرة في المجتمع الغربي وممارسات جنسية قبل الزواج،أغلبهم يروا أنها علاقات جنسية خارج إطار الزواج هي حرية شخصية بينما الرافضينلهذه العلاقات يضعون مبررات كونها محرمة دينيا والبعض الآخر يرفضون الإعلان عنالرغبة الجنسية أمام العامة.
أصبح إشهار العلاقة بين الذكر والأنثى بالزواج هو الشرط الرئيسي لممارسة الجنس. لكنهفي الآونة الأخيرة تأزمت ظروف الحياة مما أدى إلى تأخّر سن الزواج و مما أدى إلىمشكلة كيفية التعامل مع الرغبة الجنسية.
في المجتمعات الغربية وكثير من دول العالم تم حل الإشكال من خلال القبول أو غض النظرعن إقامة علاقات جنسية، كما سمحوا لمن تجاوز سن الرشد بأن يمر بعلاقات طبيعيةعاطفية وجنسية حتى أن يلاقي الشريك الذي يشعر بأنه سيستمر معه في باقي حياته.
المؤسسات الدينية والمدنية في المجتمعات العربية ترفض هذه الحلول وتعتبرها انحلالا،لكنها لن تتمكن من منع العلاقات السرية بين الجنسين بينما في الدول المتقدمة تم السماحبالسكن المشترك بين الرجل والمرأة دون زواج، والتي يتحقق فيها شرط الإشهار والعلن، عندحدوث حمل فالوالدين معروفين، كما أن حقوق المرأة محفوظة حسب قوانين تلك البلادكحق الزوجة تماما.
رفض المجتمع العربي السكن بين رجل وامرأة إلى تحت مسمى زواج، مثل العرفي والمسياروالمتعة التي لن يتوفر فيها العامل الرئيسي للعلاقات المشروعة وهو الإشهار، كما تشترطهذه العقود بشكل مسبق تنازل المرأة عن حقوقها بالنفقة والميراث والسكن المشترك، بحيثتكون هذه العلاقات مجرد رخصة “دينية” لممارسة الجنس.
من مخاطر عدم إشباع الرغبة الجنسية تعرض بعض النساء لظاهرة التحرش في الشوارعووسائل النقل والأسواق والمنتزهات والمناطق الخالية، كذلك انتشار حوادث الاغتصابوالتي قد أصبح يشكّل خطرا على حياة المرأة.
لوحظ أن بعض الأشخاص كانوا يكذبون عند سؤالهم عن أمورهم الجنسية و ينكرونمشاهدتهم لمحتوى جنسي لأنه يعدم قيمهم الأساسية وهذا النفاق للأسف يسبب الأزمةفي عدم إيجاد الحلول المناسبة للتغلب على مشكلة عدم إتمام العلاقات الجنسية.
يرى البعض أن الثقافة الجنسية لا تحتاج إلى تدريس أو تعليم بل تحتاج إلى آداب تتفقمع الدين، لأن الجنس ليس غريزة حيوانية بل أرقى الغرائز الإنسانية وتدريسه ليسمسؤولية المُعلم فقط بل المدرسين كافة، فالعلاقة الجنسية المشروعة أتت لأغراض ساميةتتمثل بتحقيق العفة و التحصين بين الأزواج بعيدا عن العلاقات الجنسية الآثمة والرغبةفي الإنجاب، أي أنه ليس الغرض منها المتعة واللذة فقط.
ما زالت المواد الدراسية تهتم بشرح الأجهزة التناسلية، وعندما يقوم المعلم بالشرح يشعرالطلبة والطالبات بالخجل، هذا يدل على أن ثقافة الحديث عن الجنس في مجتمعاتناالعربية منعدمة، هذا الأمر يختلف في المجتمعات الغربية، حيث هناك حصص تدريسيةحول موضوع الجنس وكيفية تحسين العلاقة الجنسية بين الزوجين والمحافظة علىالصحة الجنسية على حسب أعمارهم الدراسية، أي تكون المدارس ملزمة بتدريس مناهجتحذر من مخاطر المواقع الإباحية والمحادثات الجنسية والتحرش، لذلك يجب علىمجتمعاتنا العربية تدريس الثقافة الجنسية، علما بأننا حاليا وسط عالم الإنترنتوالعولمة السوشيال ميديا.
بعض الدول اعتبرت الأفلام الإباحية بالإضافة إلى الكتب تساعد كثيرين في شرح العلاقةالجنسية قبل الزواج، لكنه السبب الأهم لمعاداة الأهل لمادة التربية الجنسية هو الخوف منأن تؤدي هذه الدروس إلى زيادة الجرأة لدى الشباب للقيام ببعض التجارب الجنسية فيسن مبكرة، ما يرونه ليس متناسبا مع القيم الأخلاقية في مجتمعنا العربي، على الرغم منأنها تحصد أكبر معدلات طلاق بسبب نقص الثقافة الجنسية بين الشباب، لرفض وزارةالتربية والتعليم تدريس الجنس في المدارس.
لعلاج هذه المشكلة ولكي نصل بأبنائنا وشبابنا إلى بر الأمان، يجب على الأسرة تثقيفأبنائها جنسيًّا لأنه يقع عليها عبء المسؤولية الأكبر.
_______________