نادية الكتبي
صرنا في القرن الواحد والعشرين و مازالت بعض النفوس بدائية تتخذ من العنصريةميزاناً لها في تقييمها للبشر. وبغض النظر عن اصناف العنصرية فان المراد منها التفرقةو التفاضل . على اساس ان حضرة الشخص العنصري خُلق من ذهب و غيره من طين.
وللاسف بان العنصرية لم تُخيم على مجتمعاتنا وصالوناتها فحسب بل اجتاحتحكوماتنا فاصبحت التفرقة واضحة مصنفةً بين مواطن وآخر. وبعد كل هذا نعتبر انفسنامثقفين! هيهات ثم هيهاتّ!!
كان الناس منذ القدم ينظرون لبعض باختلافاتهم الظاهرية ويفرقون بعضهم عن بعضبتسمية الاشخاص بالوانهم او صفاة تميز أشكالهم. فينادون هذا بالابيض وذاك بالاسمروهكذا..ولكن تحضر البشر وجاءت التعليمات من الحكماء والعلماء والاديان السموايةبرفض هذه التصنيفات وتسمية الاشخاص باسمائها . وصرنا نتغنى بحقوق الانسان.
من منطلق حقوق الانسان فانه لا يحق للفرد بالحكم على غيره بلونه اوبعرقه او بدينه بلمن واجبه ان يحترم من يقابله كاخ له في الانسانية.
فهل نحن على مسار الانسانية الصحيح؟! بالطبع لا . فان مجتمعاتنا تفرض الحُكم علىبعضها من خلال المظاهر . فان كنت صاحب مظهر جميل من مذهب معين تمتلك سيارةفلانية وعائلتك العائلة الفلانية فانت انسان يستحق الاحترام. واذا لا فللاسف انت انسانمن درجة ثانية او رابعه حسب مواصفاتك .
امر يتناوله الجميع بنقاشاتهم على مائدة الطعام في البيوت و المآدب الحكومية فيالاحكام والقرارات المصيرية. فلا مساواة انسانية ولا ديمقراطية ولا دينية في احكامنا. نعمانها العنصرية تمتد كالاخطبوط في بيوتنا وتسيطر على اختياراتنا وزواجاتناوطموحاتنا. انها العنصرية التي تقتل فينا الذكاء الانساني فيعم ظلام البدائية مزخرفابألوان التحضر و التكنولوجيا ولغات عالمية. انها العنصرية التي حطمت ومازالت تحطمأواصال المعروف بين الناس وهدمت الأوطان بأحكامها على مواطنيها.
لكن المأساة تكمن في ان المجتمعات والحكومات في القرن الواحد و العشرين تقيم نفسهاانها بقمة الحضارة والتقدم الا انها لا تعرف من الانسانية الا المسميات في البروتوكولاتالدولية والكتب السماوية.