في احدى المناسبات التي اقامتها بلدية لاهاي العاصمة السياسية لهولندا تجمع عدد كبير من الفنانين والمثقفين والكفاءات العراقية من اطباء ومهندسين و مصرفيين، وقد اعجب عمدة المدينة يوزياس فان ارتسن بهم فوصفهم في كلمته التي القاها في الحفل بالجالية المثقفة .
وبعد ما اطلع على اعمال الفنانين التشكيلين التي تزين صالات كثير من الاماكن العامة.
والمعروف ان هولندا بلد مشاهير الفنانين العالميين ك رامبرانت وفان كوخ وبولس بوتر صاحب لوحة الثور وغيرهم الكثير ، فالشعب الهولندي يقدر الفنانين والمثقفين بشكل كبير.
لقد وجد الفنانون العراقيون ضالتهم في هذا البلد الاوربي الجميل اذ يوجد في هولندا ما يقرب من خمسة وسبعين الف عراقي أغلبهم أكمل دراسته الجامعية في العراق أو في دول أخرى ، عربية وغربية . لكن ما يثير دهشة الهولنديين هو العدد الكبير من الفنانين العراقيين الذين تقدموا بسرعة في الساحة الفنية الهولندية وحققوا نجاحات كبيرة بعد أن أصبحت المتاحف تقتني أعمالهم.
لا يمر أسبوع أو شهر في هولندا دون أن يكون هناك معرض لفنان عراقي أو مجموعة من الفنانين في صالات العرض الكثيرة والمؤسسات الفنية المنتشرة في جميع المدن الهولندية .
لا يعني هذا بطبيعة الحال سهولة الحصول على فرصة لتقديم الأعمال بقدر ما يشير ألى مقدرة الفنان العراقي وأمكانياته الكبيرة في أزاحة الستار الضخم الذي تضعه تلك المؤسسات أمام أي قادم جديد وشروطها القاسية التي تحتكم ألى متانة العمل الفني وجدته واختلافه عن السائد . مثل هذه المؤسسات العريقة لا تغامر بتقديم أي فنان لا تنطبق مواصفاتها على أعماله ، فلديها جمهور عارف بتطور العملية الفنية في هولندا التي تعد من البلدان التي قدمت العديد من كبار الفنانين في العالم.
لوحة للرسامة عفيفة لعيبي في السنوات العشر الأخيرة تزايد عدد اللاجئين العراقيين في هولندا وكان بينهم عدد من الفنانين التشكيليين حتى وصل مجمل عدد الفنانين في هولندا ألى حوالى ثمانين فنانا ومن أجيال مختلفة بدءا من جيل الستينات والأجيال الأكثر حداثة.
الأساتذة من جيل الستينات هم علي طالب وسلمان البصري وتركي عبد الامير . هؤلاء الأساتذة منذ البداية كانت معارضهم تقام في أهم الصالات الموجودة في المدن الهولندية الكبرى ، وكانت الكثير من أعمالهم تقتنى من قبل المؤسسات أو الأفراد بالرغم من أسعارها المرتفعة.