نجوان العتابي
العنف ضد الاطفال و الحاق الأذى النفسي و الجسدي بهم ، باستخدام الضرب المبرح أوبكلمات قاسية تؤثر في نفس الطفل ، كـ السخرية والاهانة المستمرة.
البعض يعتبره عقوبة غير مبررة والبعض الاخر يعتبره عملية تربية ضرورية.
لقد حصلت ظاهرة العنف ضد الاطفال على اهتمام كبير من قبل كثير من المجتمعاتوالمؤسسات وحتى الحكومات و منذ زمن بعيد، وهذا يدل على انها ظاهرة قديمة لكنهااتسعت و انتشرت مؤخرا بشكل اكبر ، وربما ساهمت ثورة الاعلام من خلال الفضائيات،ومواقع التواصل الاجتماعي، والهواتف الرقمية ، جعل هذا الظاهرة ملفتة ومقلقة وتحتاج الى معالجات حقيقية .
ان ما يتلقاه. الاطفال من تعذيب وتعنيف يقول البعض انها عملية تربوية لحمايةالاطفال من الخطأ وتحصينهم للمستقبل .
نرى ان بعض العوائل تمارس هذا النوع من التعنيف على ابنائهم بحجة ان ينقادوا وانيكونوا صالحين يعرفون الخطأ والصواب ويتعلمون ان الخطأ تقابله العقوبة .
لكن الآباء او الامهات ينظرون الى جهة واحدة ويتغافلون عما تخلفه هذه العقوبات علىاطفال من الناحية النفسية مستقبلاً ناهيك ما يسببه الاذى الجسدي أحياناً ، بايقولكالمثل الشعبي العراقي ” الفشخة اتطيب، بس الكلمة الخشنة ما تنسه”
الضرب المبرح والعقوبات الشديدة التي توجه للاطفال والتي ربما تكون ناتجة أصلاًعن مشكلات نفسية يعاني منها الاباء ربما في العمل او الخلافات مع الشريك ” الزوج اوالزوجة “ ويعكسون ذلك على ابنائهم ، ويعاقب الاطفال بقسوة نتيجة ذلك . هذه واحدةمن المشكلات التي يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار، ولابد للمجتمعات والدول ان تتأخذخطوات للحد من هذا السلوك الغير سوي ، لان ذلك مؤشراً. سلبيا لزعزعة الاستقرارالاجتماعي، وانحدار القيم ، كما له تأثير نفسي مستقبلي على الطفل يزعزع شخصيتهويجعلها اما ضعيفة ومهزوزة، او عنيفة مجرمة .
ان التعنيف. والضرب يخلص الباحثون أسلوب خاطئ للعقاب ، فهناك دراسة تقول انالضرب يعدل من سلوك الطفل بقدر ماتقوده الى كبته في اسوء الاحوال.
في الحقيقة يؤدي الضرب الى اضرار نفسية ومنها نفور الطفل من التعليم أو التسرب منالمدرسة
ولربما يحصل لديه صعوبة التواصل مع الآخرين وفقدان الثقة بالنفس و عدم القدرة علىتكوين العلاقات والمحافظة عليها والشعور بالكراهية والحقد ضد الآخرين وربما يصبحالطفل عدائياً فيمارس العنف ضد أقرانه من الأطفال بالفعل أو القول.
اما من الناحية الاجتماعية يؤدي العنف الى شخصية معقدة منطوية ولها انعكاساتسلبية داخل العائلة الواحدة وقد لايتألف حتى مع اخوته .
لذا ينصح المختصون باستخدام طرق ايجابية في التعامل مع الطفل، مثلا اذا طلب منهان يترك الجهاز ولم يستجيب فيمكن ان تخبره بأنك سوف تحرمه من استخدمه بعد تناولالعشاء وسوف يدرك حينها ان الامر بيده.
او الحرمان من التنزه او قيام بعض الانشطة وعدم الاستماع الئ حديثه كلها وسائل مفيدةلتعامل مع الطفل بدلا من الضرب .
ومن الممكن أن يكون الحرمان معنوياً مثل الخصام المؤقت والامتناع عن مشاركة الطفل فيألعابه وحرمانه من الاستمتاع بيوم إجازته الأسبوعية.
على كل أسرة أن تهتم بالبناء نفسي وروحي لدى الطفل الذي يجعل استقباله للعلموالدراسة استقبالاً مفيداً.
وفي النهايةنؤكد ان هناك بدائل لعقاب الطفل وتعديل سلوكة ولو استخدمنها بطريقةصحيحة ستجدي نفعآ بالتأكيد…