أنا و بائع الشاي..

أنا و بائع الشاي..

من يوم امس الى الان ارحل بعيدا، مرات افكر اني
ولدت كبيرا با طفولة ليس بالسن بل بالعمل كنت
طفا اخرج بقدر من الحمص المسلوق “لبلبي”
لابيعه وتطور الامر الى الطائرات الورقية وحلوى
تدعى بالوته بين الحين والاخر اوفر مبلغ التامينات
لاجل استأجر عربة لبيع البوبسايكل، وحينها اخر
عامل في مطعم ويوم اخر في مقهى،اما بيع
الصمون فكان مربحا، لكل 50 صمونة اربح 100
فلس وهذا في الصباح الباكر فقط.
يوما ما قررت ان ازيد الكمية بخمسين صمونة
اخرى،وضعت سلة الصمون على رأسي قررت ان
افترش الارض عند موقف الباص 55 امام مكوى
الوثبة قرب الصدرية، وانا أحث الخطى لعبور
الشارع واذا بسيارة تكسي تصدمني تدحرجت بعيدا
والصمون انتشر ليغطي الشارع، المهم لممت
نفسي واستجمعت قواي وجمعت الصمون المنثور
كالدرر ، لم أبع الا صمونتان، تعذرت لنفسي بأني
كنت طماعا كي ازيد الربح، طبعا لشراء حذاء جلدي
كان قد اعجبني في معرض باتا في شارع الكفاح.
هذه الصورة في مخيلتي وانا انظر صورة الطفل
الذي كان يبيع الشاي وهو محتضنا الارض ميتا
مغدورا ، هذه الصورة التي هزت كياني وجعلتني
ارتجف تخيلت لو مت وانا احمل سلة الصمون
تخيلت نفسي مكانه ماذا كنت سأرى وأشاهد ما
يجري على الارض و روحي ترتفع نحو العدل المطلق.
هل كان الله ليعاقبني ام يثيبني ،ماذا لو رفع الله عن
بصري الغطاء لأرى حقيقة الأشياء وحقيقة الصدق
والكذب وما يجري.
رحماك ربي اجعلني في موحش الطريق فأنت
النديم القديم الأقدم لعلي ارى الغريب علي الوصي
وقد خط الطريق و سار.
طوبا للشهداء طوبا للفقراء طوبا للاحرار الذين
لم يذلوا انفسهم الا ان يخطوا الموت على الجيد
كالقادة.

(Visited 13 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *