من مفكرتي الفنية …   كوكب حمزة / قحطان جاسم جواد

من مفكرتي الفنية … كوكب حمزة / قحطان جاسم جواد

قحطان جاسم جواد

في عام 2019 تم تكليفي من قبل البروفيسور الدكتور قاسم حسين صالح بكتابة بحث عن الشاعر الكبير الراحل مظفر النواب لغرض المشاركة في مؤتمر يعقد لتكريم النواب في السليمانية من قبل مؤسسة كلاويز..وقد القى في المؤتمر الكثير من الادباء والشعراء كلماتهم وبحوثهم منهم الدكتور قاسم حسين صالح الذي اسمى ابنه مظفرا على اسم مظفر النواب من شدة حبه واحترامه له,كما القى الدكتور عبدالحسين شعبان كلمة قيمة ورائعة ,وكذلك الاديب زعيم الطائي والشاعر كاظم غيلان صديق النواب وانا,وبعد ان القينا بحوثنا وكلماتنا اعلن الدكتور قاسم عن وجود الملحن الكبير كوكب حمزة في المؤتمروطلب اليه ان يحضر الى المنصة,وحاول كوكب ان يتفادى الموقف حرجا او خجلا لكن اصرار قاسم جعله يمتثل للطلب  وحضر الى المنصة لكنه لم يرتقيها بل وقف امام المنصة, ويحيط به قاسما واعطاه الميكرفون ليقدم للحضور ما تجيش به قريحته الفنية..فغنى مقطعا من رائعته الطيور الطايرة يشاركه في الغناء قاسم بطريقة محببة وهو يضع يده على كتف كوكب الذي غنى بسرور كبير احتراما وتقديرا لصديقه النواب الجميل ,وقد تجاوب الجمهور معهما بطريقة لافتة وجميلة.

وكوكب من مواليد بابل عام 1944 (اي ان عمره ثمانون عاما )من عائلة كردية فيلية.بزغ نجمه حين اعد لحن اغنية يانجمة للفنان الكبير حسين نعمة ثم تبعها باغنية افيش بروج الحنية وتوجهها باغنية الطيور الطايرة لسعدون جابر, وهي اغنية فاخرة جدا كانت مثار اعجاب المغنين والملحنين والنقاد في داخل العراق وخارجه..بعد تخرجه من معهد الفنون الجميلة. بدأ حياته المهنية كمعلم في مدرسة المربد في محافظة البصرة، وبسبب تخرجه من معهد موسيقي أصر زملاءه على أن يقوم بالتلحين.

أصبح ملحنا منذ ستينيات القرن العشرين، وانسجاماً مع حركة التطور ظهرت موجة الأغنية العراقية الحديثة وكانت تحمل ملامح جديدة في أسلوب البناء الموسيقي والآفاق التعبيرية في الالحان وأصوات جديدة خالفت المألوف في شكل الاغنية.

هذه الموجة الجديدة كان يقودها نخبة من الملحنين الشباب آنذاك ومن أبرزهم كان الملحن كوكب حمزة وكانت أولى ألحانه مقطوعة موسيقية بعنوان “آمال”.

اضطر للهرب من العراق يوم 21 تموز 1974 بعد معارضته للنظام السابق، وتوجه إلى تشيكوسلوفاكيا ومن ثم إلى الاتحاد السوفييتي، بعدها درس الموسيقى في أذربيجان وتنقل ما بين كوردستان وسوريا وأميركا، حتى استقر في الدانمارك منذ العام 1989 وحتى وفاته. في المهجر قام بإصدار مقطوعة موسيقية بعنوان “وداعاً بابل” عام 1992 ثم قدم أغنية أخرى بعنوان “الجراد يغزو بابل”.”

بعد مكوثه في أوروبا قرر الانتقال للمغرب ودراسة الموسيقى، تعرف هناك على فاطمة القرياني التي قدمت بعض من أغانيه.

واكتشف المطربة المغربية أسماء المنور،اذ كان أول من قدمها للجمهور حين لحن لها أغنية “دموع إيزيس” عام 1997 والأغنية من كلمات الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم وقدمت الأغنية في القاهرة بمناسبة الاحتفاء بالشاعر أحمد فؤاد نجم وبمناسبة عيد ميلاده السبعين.

لحن للعديد من الفنانين العراقيين والعرب مثل مائدة نزهت ، حسين نعمة، ستار جبار، فاضل عواد، كريم منصور، فؤاد سالم، المطربة أصالة نصري حين كانت في بداياتها، المطرب الكويتي عبد الله رويشد وغيرهم الكثير.

له العديد من الألحان التي وضعت للمسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية. عاد للعراق بعد سقوط نظام صدام حسين. ويعد أحد رموز الثقافة العراقية وواحد من أبرز الملحنين العراقيين والعرب.

برع “كوكب” بحكم ثقافته التشكيلية في مجال التصوير الموسيقي، اي انه يمنح الاغنية تصويراً موسيقياً يرتسم بالمخيلة اشبه باللوحة، كما في أغنية “حاصودة” لمائدة نزهت.

يشار الى ان ألحانه اصبحت جزءاً مهماً من ذاكرة الشعب العراقي ووجدانه، وترك العديد منها أثره في تغيير ذائقة المستمع العراقي والعربي. وكوكب التقيته لمرتين الاولى في دمشق حيث كانت اقامتي اثناء فترة الطائفية,والمرة الثانية بعد قدومه الى العراق واجريت معه حوارا مهما نشر في الصحافة الكويتية.واتذكر احرجته في الحوار بخصوص اغنية الطيور الطايرة التي لحنها اول مرة للفنان رياض احمد وحفظها رياض لكنها تحولت الى سعدون جابر بقدرة قادرقلت له يقال حينها ان كوكبا استلم مالا وفيرا عنها من سعدون فغناها بدلا من رياض؟!..امام هذا السؤال امتقع وجه كوكبنا الجميل واشاح بوجهه عني وطلب ان ننهي اللقاء من دون ان يجيب عن السؤال!

(Visited 22 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *