الانتقال من الكوميديا التلقائية إلى الكوميديا التنمرية
علي الموسوي
بداية الحديث يجب أن نعرف ماهي الكوميديا
الكوميديا هو نوع من أنواع التشخيص الجميل أوالتمثيل، بتجسيد شخوص معينة في صور وقوالب مرحة من صنع المفارقات وتكون عروضا مسرحية في الغالب أو من خلال التلفاز وربما أستعين بالإذاعة أو السينما، والمسرحية مثلا ذات طابع خفيف تكتب بقصد التسلية، في فصول سهلة تبنى على المفارقة
وتقنسم الكوميديا عدة أقسام مختلفة مع الحفاظ بصبغتها المرحة مهما حدثت انقسامات وتطورات
وفي أواخر القرن 18، ظهرت المسرحيات الكوميدية الساخرة على يد جولدسميث وشريدان، وتابع أوسكار وايلد كتابة المسرحيات الكوميدية التي تدور حول سلوك الناس وأخلاقهم
الكوميديا السوداء هيّ نوع من الكوميديا والهجاء، تمتاز بأنها تدور حول مواضيع تعتبر عمومًا تابوهات أو أمور “محرم الخوض فيها”، بحيث يتم التعاطي مع تلك المواضيع بشكل فكاهي أو ساخر مع الاحتفاظ بجانب الجدية في الموضوع
العمل يتجسد في الممثل وادواته في تلطيف الجو وسحب المتلقي من مود الحياة لياخذه الممثل إلى خياله يحلق في مرح الموقف ينصب هذه النوع الذي يتسم بالتلقائية ويبتعد عن الاسفاف والتسطيح والتسخيف الذي ضهر مؤخرا يستخدمه بعض الممثلين الذي يحاول إيجاد ضربة جديدة او يكون تحت الاضواء ببساطة نوع الكوميديا التي تتعكز على الضحك على قصار القامة وأصحاب البشرة السمراء والذي يكون به عاهة او نطقه ضعيف او ما شابه هذه تولد فكر للأجيال تحاول محاكاة هذه الأعمال في الحياة اليومية حيث تنشا ثقافة سيئة ومقززة وان دلت على شيء تدل على عجز الممثل او القائم على العمل الفني ويفضل على كل خلاق وصانع محتوى ان يقوم ادواته ويجمل الجانب الوجداني الجمالي ويحاول ان يجد موضوعة تجعل من فنه مهذب يقدم رسالة سامية للمجتمع بصورة جمالية مهذبة ولأن الفن مرأة المجتمع يجب أن يكون الفن هو من يعطي دروس ترفض وتمانع من التنمر. على اصحاب البشرة السمراء وقصار القامة و أصحاب الهمم
وكذلك أعمال كثيرة سوا كانت مسرح اوسينما او تلفزيون تتناول السخرية الجارحة خصوصاََ تصوير الانسان الجنوبي وابن الريف بلون البليد او المغفل
لا أعرف لماذا صبغة السذاجة تلسق في الدور الذي يناط بمن يقوم بتجسيد شخصية ابن الريف يبدو أن السينارست او صانع العمل اما فقير معلوماتياََ او فاشل ويتعكز بهذه السخافات في سبيل إنجاح عمله واحداث ضجة سوا كانت نقد او تقبل اي معناها يعزف على وترين ويراهن أيهما ينتشر سوى أن قدمت له رفض ونقد فتكون هناك ضجة ولأننا في عالم السوشيل ميديا التي تقدم حتى أصحاب اللامحتوى تحت الاضواء ويبرز ضهوره على أنه مؤثر إيجابياََ ويحاججك بلغة أرقام المشاهدات تاركاََ نوع المحتوى المقدم للمجتمع او الاحتمال الاخر هو ربما يحاول إنجاح هذه النوعية الملغمة من الكوميديا في حال تقبلها
وهنا تكمن كارثة لانه يصدر ثقافة ملوثة لمجتمع متعدد المراحل العمرية وبالتالي سوف يقلد ما يبث في وسائل التواصل الاجتماعي من عدة فئات وأكثر المتأثير هم شريحة الأطفال
والمراهقيين ويحاولون محاكاة هذه الأفعال بحسابات قد يفكرون بها ان من يقدم هذه السخافات هو فنان وله مكانة مرموقة مجتمعياََ.
حتى تكون المعالجة للحوادث واقعية وهذه الغاية من الفن ان يكون رسالة ذات مبادئ جمالية واخلاقية تقوم الجانب الوجداني وتعالج قضايا في المجتمع عديدة بأسلوب كوميدي هادف خالي من الانحطاط والسطحية والالفاض غير اللائقة.
و نذكر عملاََ من الأعمال الفنية العربية المصرية
من المعروف ان قصة الفيلم جعلوني مجرما كتبها فريد شوقي بنفسه وهى مأخوذة عن قصة حقيقة واقعية لفتى خرج من الإصلاحية وواجهته ظروفا قاسية فى الحياة بعد خروجه. … عرض الفيلم قصة سجين من الممكن أن يقوم بزيارة استثنائية بضوابط معينة إلى أهله فى منزلهم، وبعد عرض هذا الفيلم تم تعديل القانون لكي يسمح للسجين بالخروج بضوابط معينة.
جوهر الكوميديا وأهم اسسها هو الفكرة احياناََ لا نحتاج حوار ممكن لمحة موقف حركة تكون كفيلة في أحداث فكاهة وموقف مضحك
روان اتكينسون لم يتكلم في عمل ميستر بين ونجح نجاح باهر
ولم يستخدم الانحطاط الأخلاقي ولم يلجأ لطرق فقيرة
هذا يدل ان عبقرية الكوميديا ونجاحها مرتبط ارتباط وثيق في دهاء اختيار الموضوعة والأشتغال عليها بجدية ومثابرة
ولأن النظرة السائدة ان الكوميديا أدنى درجات التمثيل وهي على العكس عندما نقول كوميديا بديهياََ نتذكر اسماعيل ياسين عادل امام سمير غانم محمد حسين عبد الرحيم
ممثلين لديهم خزين فني عظيم مهتمين في ادواتهم نجمهم لامع لهذه اللحظة رغم ان فقط اثنين لازالوا على قيد الحياة.
هنا يتبادر بالذهن سؤال لماذا الراوي او الممثل الكوميديا يرسخ في الاذان. ربما قد يكون القفشة او الموقف الذي لعبه الممثل كان هوية عبور في خيال المتلقي اكثر مما نتصور
كان ولا يزال الصدى الذي يتركه الفنان هو مؤثر بشكل كبير في المتلقي يحاول المتلقي محاكاة قفشات الممثل او مواقفه التي تحدث معاه في الحياة اليومية
علي الموسوي