الحقيقة المحمدية وبواطن قدرة الرسول صلى الله عليه وسلم

الحقيقة المحمدية وبواطن قدرة الرسول صلى الله عليه وسلم

 

دنيا علي الحسني || كاتبة عراقيّة

 

 

بينما الحقيقة ما زالت إن القدرة مع القادرالأول، والذي بسط القدرة لجميع خلقه وخص منها لعباده الخصوص ومنح من لدنه تعالى، رحمة نشرها على عباده وخلقه جميعاً، وبسط لهم بساط العمل يسعون فيه إلى أن يبلغوا مقامًا علياً، وهذا المقام المعلوم هو مرضي عند الله سبحانه و تعالى، ومحبوب ومراد عنده هذا المقام ، إنما هو غاية الكمال والجمال والجلال . وعلى الخلق أن يرتقوا إلى هذا المقام إن إستطاعوا، وهذه من رحمة الله سبحانه و تعالى، لولا أنه أعلمنا بذلك وأظهر ذلك ما كان لنا به علم وهذا هو التفصيل، ليكون قريب من الفهم والوعي والإدراك، والله يحب المؤمن الكيس الفطن وهذا مثال الحق أولاً: هناك عوالم ثلاثة تامة وهذه العوالم منها الظاهر ومنها الباطن ومنها مايربط بين العالمين الظاهر والباطن وأسمائهم كما جاءت عالم الملك والشهادة ، وعالم الغيب ، عالم الملكوت والجبروت، والمعنى فيه عالم الفعل والأفعال ولكن أعطيك مثال، أنت في حاجة لأن تدرك هذه العوالم ادراكاً تاماً؛ أولاً عالم الملك والشهادة وهو الظاهر مليء بالعلوم لو أستطعت أن تتوغل فيه حق توغله لخرجت بعلوم وعلم جم ومعارف كثيرة وهو في مثاله عليه رسول الله (ص) في الظاهر، نحن لا ننكر ظاهر الرسول (ص)، إذا لم نشاهده لقد شاهدته أمة الآلف من البشر ووصفوه لنا عليه الصلاة والسلام، و وصفو فعله وخلقه وأعلمونا برسالته ومقالته وما أنزل عليه من عند ربه، وجاءوا بكل صغير وكبير ووضعوها بين أيدينا، فصار لدينا علم ومعرفه به، فهو مثال للمعنى عليه عالم الظاهر.
الأمر الثاني؛ هو متعلق بعالم الملكوت وهو يمثل باطن الرسول (ص) هو ليس للعامة إنما هو للخاصة، وخاصة الخاصة لأنه لا يتوغل في هذا الباطن وفي هذا العالم إلا مؤمن ، أما غير المؤمن هو ليس ممنوع ولكنه لا يستطيع ، لأن كل عالم له آلاته وله جنوده والأعوان والخدم الذين يقومون بأعادة الإنسان الى الأصول وهذا شيء ليس مستنكر بل واقع لا إنكار له، واضح مبين للعاقل والراشد حيث أن باطن الرسول لا هو للعامة ولا هو للخاصة ، وباطن الرسول لا يبلغ إليه إلا خاصة الخاصة، واستطيع أن أقول أن الصحابة وأوليائه عليهم السلام هم الذين حضوا بذلك، وكانوا الغالبية الذين بلغوا ذلك المقام، وهم ثلة من الأولين وقليل من الأخرين، ويعني ثلة من الأولين الجمع الكثير والقليل من الأخرين، يعني من سيصل وينظر ويعلم وينال العلم والمعرفة بأذن الله تعلى، و يرقى ويتوغل إلى أن ينظر إلى باطن الرسول (ص) هل هذا مباح ” نعم” لقد قال الرسول (ص) (لا يعلم قدري إلا الله) وحينما أفصح الرسول وقال للصحابة والله والذي نفسي بيده إني لأعلم منكم بالله وأعرف منكم به وأخوفكم منكم له واتقاكم إذا بين صلى الله عليه وسلم أمور هي مفاتيح مقاليد لخزائن لمن يسر الله له أن ينال مفاتيحها أو مفتاح من مفاتيحها ويفتح بها بهذه الخزائن وحديث آخر قال رسول الله (ص)، نهى فيها الصحابة دوام الصيام والقيام وبين لهم أنهم لا يستطيعون إستطاعته ولكن أشار إلى أمر عجيب هذا الأمر قال فيه إنما أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني ، وقال لا تستطيعون أن تداوموا الصيام والقيام لأن فيكم ضعف فأنا أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني، وهذه أشد من حادثة الإسراء والمعراج فيه مقاليد مفاتيح تعطي المؤمن مجال واسع يستطيع أن يترقى ويبلغ ويخترق ليعلم باطن علوم الرسول بناء على هذه الأحاديث، يكون مكشوف للخاصة وينظرون لما عليه من الجمال والجلال والكمال وهذا أمر لا ينكره عالم عارف بالله ورسوله، وهذا المثال يعطي المعنى الذي بناء عنه كيفية إختراق عالم الملك والشهادة، والحصول على مافيه وكيفيه الحصول على الملكوت وكيفية الدخول فيه، وكيف الدخول وما الذي سيصادفه ويقابله ويراه من هذا العالم.
ثم العالم الثالث؛ وهو عالم الجبروت ومثال عالم الجبروت هذا، اذا أردنا أن نمثل رسول الله في ذلك ندخله، في كل ما أعطاه ومنحه لرسوله (ص) من قوة والعزة والقدرة، أن لا اقوى إيمان من رسول الله وهذه القوة مطلقة بالنسبة إليه بموجب ما قال وبتالي يكن لا أعز ولا أقوى ولا أقدر منه عند الله تعالى، والذي قال له ؛ ولسوف يعطيك ربك فترضى وهذا مثلا من جواهر الأمثال ومن الأمور إذا لم تحرص لتصل إليها تكن مغبون في الدنيا والآخرة وهذا، ولما كانت العوالم الثلاثة كانت الأمور وراء ذلك أن تتخطى وتبلغ إلى الخالق للظاهر والباطن صاحب الملك والملكوت وصاحب العزة والجبروت، الفاعل لكل شيء والمحرك والساكن والخالق لكل شيء والمبدع والمتقن والمحسن له الله سبحانه وتعالى في عليائه، وليس هناك شيء يعتز به المرء. ويكون به على قوة وعزة من أن يحرص على معرفه ربه الذي خلقه وسواه وصوره وعدله، وقومه وأمده منه بالروح ليكون على قوة وقدرة ليس كأي قوة
أو قدرة ويرقى ليس كمثل في رقية خلق لأن الخلق جميعا هم نيام فإذا مات واحد منهم أنتبه، ولا ينبغي أن يكون المؤمن كذلك فهو منتبه قبل الموت
اذا المراد بالقدرة أن تستعين بما أمدك الله من منح هذه القدرة الإلهية لها من الصفات بلا نهاية وكذلك لها من الأسماء والصفات هي صفات الافعال وهي أفعال تظهر وتظهرها هذه الصفات لأفعالها هذه الأفعال، فنحن نعلم أن الله هو الخالق قادر له القدرة لها آثر و الآثر هو الخلق، كما قال قائل عرفت الله وبه عرفت كل شيء وهذا القائل من الأئمة في القمة، وآخر قال عرفت كل شيء ثم عرفت الله فهذا ترقى وكان من المترقين الذين بذلوا الجهد واجتهدوا ليصلوا أما هذا الذي أعطيه العلم والمعرفه مثل الأنبياء والرسل وكمثال سيدنا الخضر عليه السلام، (فوجد عبد من عبادنا اتيناه من لدنا رحمة وعلمناه من لدنا علما) هذا المولى الذي خصه المولى بذلك كما خص الرسول محمد (ص) بالخصوص والتي ليس كمثله وما عليه أحد من الخلق أبدا لذلك هو النهاية وغاية المرتقين إلى الله تعالى ينتهوا عند الرسول (ص)

(Visited 11 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *