كتب :سجاد بردان
سواء أكانت بداية ظهور ظاهرة الإلحاد في العصور القديمة أو بعد انطلاق نظرية دارونفي التطور… فقد سجلت التواريخ انتشار هذه الظاهرة، ويعتقد أنها ظهرت في الهندتقريباً قبل ألف سنة قبل الميلاد. في ظل انطلاق ثورات الربيع العربي وما بعدها، شهدالوطن العربي انتشار ظاهرة الإلحاد والعزوف عن الدين الاسلامي، فقد سجلت مصر فيكانون الثاني عام 2014 ما يقرب من 866 ملحداً وتجاوز العدد الآلاف. وفي العام نفسهسجلت السعودية التي يبلغ عدد سكانها ما يقارب 29مليون مسلم، حوالي 5%منسكانها أنهم يسلكون طريق الإلحاد.
هنالك العديد من الأسباب التي دفعت بعض العرب إلى التخلي عن الدين، وهي مماثلةلتلك التي يذكرها الملحدون في أي مكان آخر في العالم. إن هناك أسبابا أخرى يمكن أنتتسق مع السياق السياسي في العالم العربي، منها أن العنف الذي تمارسه بعضالجماعات الإسلامية المتشددة، قد دفع بعض الناس إلى التشكيك في مبادئ الإسلام. وهي ممارسات الجماعات الإرهابية التكفيرية، التي تنتهج الوحشية والترهيب والذبحباسم الإسلام، والتي صدرت مفهوماً مشوهاً لتعاليم الدين، ورسخت صورة وحشيةقاتمة له، ذلك ما نفّر عدداً من الشباب من الإسلام ودفعهم إلى الإلحاد. إن المنبر الأساسلانتشار ظاهرة الإلحاد في العالم، ولا سيما في البلدان العربية، هو مواقع التواصلالاجتماعي بشتى صنوفها، من صفحات الفيس بوك، وتويتر، والقنوات التلفزيونية علىاليوتيوب. وقد نشرة وكالة bbc لحتحقيق لها اعداد الصفحات التي تتبنى هكذامواضيع ومن هذه الصفحات: (الملحدين التونسيين)، التي تضم أكثر من 10 آلاف متابع،و(الملحدين السودانيين) التي تضم أكثر من 3000 متابع، وأيضا (شبكة الملحدينالسوريين) التي تضم أكثر من 4000 متابع. وعلى تويتر، يتراوح عدد متابعي الحساباتالتي يعلن أصحابها عن إلحادهم بين المئات والآلاف، فمثلا يتجاوز عدد متابعي حساب“أراب أثيست” 8000 متابع.
إن كل ذلك، يأتي من عدم قيام السلطات المختصة في شؤون الاتصالات بالمتابعة، وعدموضع قيود وقوانين صارمة لإيقاف نشر مثل هذه الموضوعات. هذا من جانب وسائلالاتصال، أي رقابة الدولة وتوجيهاتها، أما من الجانب الديني، فلا بد من أن يقوم رجالالدين، بطرق معينة تتكفل بإيصال معلومات تنفي هذه المسميات بالطريقة السلمية اللاتعصبية.