وداعا ايتها الديمقراطيه
.ومرحبا من جديد (او لامرحبا )بالاعور الدجال
ليس المجال هنا لبحث ماتعني الديمقراطيه من ناحية اللغه والمنشأ…والاصطلاح …فهذا معروف عند اغلب الناس .
ان ماتعنيه الديمقراطيه(او بالاحرى مايريده الناس) هي حفظ حقوق كل الناس (كل افراد المجتمع) بما يضمن الكرامه لهم.. والسيادة لدولتهم…
لمنع طغيان فئة على اخرى او تمرير قانون يضمن مصلحة فئة على حساب الفئات الاخرى بشكل مجحف….بل ان المقصود من الديمقراطية هو حفظ حقوق الاقليات كما تحفظ الاكثريه حقوقها من غير تعنف او تعسف…
الديمقراطية اذن ليست وسيلة للتآمر على حقوق اي فئة من فئات المجتمع عن طريق صناديق الاقتراع…او تحقيق ردة فعل بقصد الغلبه او الانتقام ..مايسمى باشواط الانتصار و الانكسار المتتابعه….بل هي اقتراع وانتخاب لافضل الحلول لضبط التوازن في المجتمع وتحقيق
السلامه والامن …الكرامه والسيادة للجميع.
ان مايرغب به كل انسان ممن انتخبه ان يكون امينا على برنامجه وكل ماادعاه من مشروع اداري لتحقيق ماقلنا انفا!.
ويتحقق الهدف المنشود من المنتخبين عندما تتخذ القرارات في مجلس البرلمان (ممثلي الشعب) بناء على التصويت بالاغلبيه داخل قبة البرلمان( او حرمه)..ومنه تصدر القرارات المصيريه التي تحدد وترسم مسار المجتمع والدوله لسنوات جديده…
اي ان كل تصويت على اي مشروع او قرار يكون هوالمعبر الحقيقي عن صدق نوايا المنتخبين وامانتهم…وهو مايعبر عنه القران الكريم بالتقوى!!
احسب الناس ان يقولوا امنا وهم لايفتنون…
(صدق الله العظيم)
وهنا نجد ان في الديمقراطيه مرحلتين من التصويت:
الاولى يناط بالمنتخبين مسؤوليه التشريع من قبل الشعب لفترة من الزمن وهذا ميثاق غليظ هو الأمانه او الوكاله.
وفي الثانيه تترجم هذه الامانه(وهذا التوكيل) بالتصويت داخل البرلمان على مختلف المشاريع .
وهنا ايضا لابد من اخذ براي الخبراء في كل مسأله..وهم في الاسلام الشهداء العدول..
لهذا فان الاجتهاد في المعرفه وطلب العلم هو من اهم اقسام الجهاد في الاسلام…
فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين..
وهناك ايات واحاديث كثيرة تشير الى هذا المعنى… لسنا بصدد التفصيل ..
ويكون القرار عندئذ بتغليب المصلحة العامه على باقي المصالح..من غير الاضرار بمصالح الاقليات … من بعد شرح ومناقشه..ومشورة….الخ
ومن هنا نجد بشكل واضح ان الديمقراطيه في العالم الغربي بدأت تأكل نفسها بنفسها لانها خيبت امال شعوبها بسبب انحرافها عما أسست له وثارت وبذلت المهج من اجلها…(من الشعب وبالشعب والى الشعب ..ابراهام لنكن)..
بل ان ماتعاني منه اليوم هو نفس مشكلة الديمقراطيه الصوريه التي صدرتها وعلبتها ..وباعتها الى الدول التي احتلتها واستضعفتها واغتصبت ثرواتها …وهذا رد فعل عن كل عمل سيء يعود ويرجع على صاحبه …سنة الله في عباده…
بما تدين تدان.
اذن الديمقراطية الغربيه(والحضارة الغربيه )اليوم في مرحلة الاحتضار والناس في مرحلة الانتظار وتهيأة الاكفان لتبادل العزاء ..وشراء مقبرة تليق بهذا الحدث العظيم(وهيبةالجنازة) ..لانه المدفون كان ذو حظ عظيم في هذه الدنيا ..ويمتلك دول وليس مجرد عقارات ! وستقام على روحه ولائم قد تنسي الجياع سبب جوعهم .. ولو لوهلة وجيزة!!
وهذا ماتنبأ به كثير من الساسه عندما شاهدوا مراسيم تشييع و دفن الدكتاتوريه التي ادعت سابقا انها ستنعش الانسان عن طريق الاشتراكيه أو الشيوعيه..(وتقسيم الثروات…وعدالة التوزيع) من قبل حكام ‘عدول’!!
لكن عزائهم لم يستمر طويلا لقصر ذات اليد والافلاس المتقع ..لا ولائم على روح هذا الفقيد
الذي مات بسبب فقره وافلاسه .. ولم تكن هناك ولائم لتنسي الفقراء جوعهم ولو لفتره …
لكن النتيجة واحده عند الاثنين..هي موت الامم كما هو محتم على بني البشر .
منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى!.
رب سائل يسأل
ماعلاقة الاعور الدجال بالمقاله ؟
او بالمصطلح الاسلامي من هو الاعور الدجال من اين اتى ؟ او متى سياتي ؟ وماهو التكليف الشرعي تجاهه؟
لقد نشأنا على فكرة المخلص والدجال الاعور عقودا او قرونا من السنين نتطلع فيها الى يوم الخلاص ويوم السعاده في الدنيا(قبل الاخرة) ..يوم العداله ..يوم رفع الظلم وازاحته ذلك الكابوس للابد … الراحه الابديه ..والحرية المشودة ..يوم تحقيق العدالة..يوم الانتقام من الشيطان’الاعور الدجال ‘ من بعد الاحتفال برجمه مرة كل سنه
ولاندري كيف ننتقم منه او نصده عنا؟
ثم كيف تتم هذه السعاده ..هل بعد موته مباشرة ؟ ام هناك فترة للتأهيل والتدريب؟
بل من هو الاعور الدجال اصلا؟..
هل هو الشيطان؟
ام النفس الشريرة ؟
هل هو امريكا والغرب؟
هل هو الصهيونيه؟
هل هو الاشتراكيه أو الشيوعيه؟
هل هو عند ظهور يأجوج ومأجوج… وعندها يكون يوم الخلاص..
ام انه مازال معشعشا في نفوسنا وصدورنا منذ الولادة منذ ان خلق الانسان ..منذ ادم عليه السلام عندما خذلته نفسه ووسوس له الشيطان واكل من الشجرة..من بعد نهي الرحمن..وعندما سولت نفس قابيل قتل اخيه هابيل!!
انه العصيان ..والابتعاد عن هدي الرحمن.
وهذا هو الأعور الدجال…سبب كل هذا الخذلان
وانتصار الشيطان على الانسان.
ياايها الانسان ماغرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في اي صورة ماشاء ركبك.
صدق الله العظيم
خالد الشفي
لندن
4/7/24