دولة المرأة ومرأة الدولة

دولة المرأة ومرأة الدولة

ان من اهم واجبات الدولة الراعية ، التي تتطلع الى استعادة دورها
ومكانتها‘وسلطتها وقيمتها وواجباتها ومسؤوليتها، القانونية والاخلاقية
والتاريخية ، في التنمية والنهوض والتقدم والانجاز والابداع
والعمل والادارة.
من اهم هذه الواجبات هو ضرورة ، ان يكون للدولة
تركيز استراتيجي ومستقبلي على اهمية ورعاية دور
المرأة ، التي تشكل البيئة الحاضنة للمجتمع وللاجيال
القادمة.
تلعب المرأة دوراً اساسياً في استقرار الحياة الاسرية على
المستوى النفسي والفكري والتربوي.
من هنا فأن انصاف المرأة في حقيقته هو انصاف
للمجتمع، لكن مجتمعنا ودولتنا على مستوى القوانين
والدساتير والخطابات تتظاهر باحترام المرأة ، وهي في
العمق لا تؤمن بشراكتها ولا بدورها ، ولا تعالج مشاكلها
المزمنة والمتراكمة.
كيف لمجتمع تعيش فيه النساء في دوامة من الازمات
ان ينتج وعي او جيل او ثقافة او حياة او ان تضمن الامة
مستقبلها في عالم اصبحت النساء فيه تشكل هرم الدولة في الادارة
والسياسة والمعرفة والاكتشافات والرقي.
لا يخفى على احدٍ ان المراة الناضجة ينضج جيلها بسرعة وبقوة وبثقة.
بينما في مجتمعاتنا نشاهد ان الانسان ينضج في سن متأخر قبل القبر
بقليل ، حينها يكون العمر قد ولى ولم يعد من فائدة لنضجه وفكره
وحنكته وحكمته.
لذلك فأن قيمة الدولة الراعية مرتبط بقيمة ما تحققه
للنساء من تفاعل وحضور ومشاركة في صناعة القرار
والتوازن الانساني، وازالة العوائق من امامها.
ان العالم التحتي لكل مجتمع هو المرأة ، حيث تتفاوت
تأثيرات هذا العالم حسب البيئة والثقافة والمعرفة ،
ومنها تتشكل خرائط حياتنا التفصيلية.
لا ننسى ان اول مدرسة ابتدائية للبنات ، تم افتتاحها في
بغداد عام 1899 ، حينما لم تتشكل بعد خرائط وحدود
الكثير من دول العالم.
حتماً لا يمكن المقارنة الان بين وضع المرأة في مجتمعنا
وبين وضعها في مجتمعات اخرى او ان نقارن بين من
يقف خلف المرأة لدينا‘وبين نساء المجتمعات المتحضرة.
المرأة لدينا مهددة بالاقصاء والتأمر والتهديد والتخويف
والتخوين والشك والتجاهل فضاً عن الضغوطات
النفسية التي تدفع بعضهن للانتحار.
متى نستطيع حماية شجرة الحياة وهي المرأة قبل ان ينكسر غصنها
بالظلم والاجحاف والجهل واللامبالاة.

(Visited 8 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *