الطفل ريان افجعنا وأطفال اليمن ادموا قلوبنا  جاسم مراد

الطفل ريان افجعنا وأطفال اليمن ادموا قلوبنا جاسم مراد

جاسم مراد

كان تضامناً رائعاً مع الطفل المغربي ريان الذي وقع في بئر بعمق ( 32) متراً ولم تنجحالمحاولات الكثيفة من المؤسسات المغربية لإنقاذه وتوفي ، والتضامن كان عربيا رسمياواعلاميا وشعبيا ، وهذه الممارسة التضامنية جيدة ، وقد ساعدت أم ووالد ريان ومحبيهعلى المواساة ورفع جزءً من الم الفاجعة ، ولكن تبقى الأم هي مثل كل الأمهات وجعهابأبنها يبقى مخزوناً في القلب الماً وذكريات وايام الرعاية والنشوء .

قلنا هذا التضامن العربي الرسمي والإعلامي والشعبي رائعاً ، ولكن من حقنا أن نسألاين كل هؤلاء الرسميون والاعلاميون والشعبيون من الاف الأطفال اليمنيين الذين راحواضحية حرب دموية مستمرة منذ سبع سنوات  ، ومن الموت جوعا بفعل الحصار المطبقعلى الشعب اليمني ، وأين هم من الامراض التي تراكمت على أطفال اليمن ، فهل هناك فيالوطن العربي سياسة التفريق بين طفل واخر ، وهل هناك رغبة بين الدعوة لموت اطفالاليمن ، واحياء الطفل المغربي ريان الذي وقع في البئر ..

يبدو لم يعد في هذا الزمن العربي الرديء قياسات لفهم ومعرفة مشاعر الطفولة بين بلدعربي واخر ، وهذا ماتعايشنا معه في العراق في زمن الحصار في التسعينات من القرنالماضي والذي استمر ( 12) عاما حيث كنا كعراقيين نودع الاف الشهداء من الأطفال بحكمنقص الادوية والحليب وجفاف اضرع الأمهات بسبب قلة الغذاء ، ووصل عدد الأطفال الذينماتوا لهذه الأسباب مليون طفل ، وبالرغم من هذه الفواجع لم نسمع صوتاً عربياً رسمياًعبر عن تضامنه مع أطفال العراق ، ولا  مؤسسه إعلامية سجلت بكاء الأمهات العراقياتعلى ابنائهن ولا حفنة دواء ورغيف خبز ارسل لهؤلاء الأطفال ، وكأن السن هؤلاء تم ليهابايدي أمريكية ، وهذا بالفعل مايحصل لاطفال اليمن الان ومنذ سبع سنوات سبقت .

الأطفال هم الأطفال إذ كانوا في المغرب أو اليمن أو العراق أو في كوبا وفنزويلا أو فيالقدس الفلسطينية أو في غزة والضفة الغربية ، والانتصار لهم والوقوف معهم يجب أنلايتجزء مهما غلظ موقف القساة عليهم ، والانتصار والوقوف معهم انتصاراً لإرادة اللهوشرائع الأنبياء والاوصياء والرسل ، ومن يخالف ذلك لا يكتمل ايمانه وتحسب عليه أنفاسهيوم لاينفع فيه القرار الأمريكي أو الاجبارات العربية الرسمية أو انتهازية الاعلام .

نحن نقول ومعنا كل منصف في الوطن العربي والعالم وما اكثرهم ، إن استمرار تجويعوقتل وترويع أطفال اليمن من أي جهة كانت هو بمثابة صرخة السماء الغاضبة على منفي الأرض وخصوصا من يملكون القرار والمشورة المسموعة ، فاطفال اليمن ياسادة ليسوااقل شأناً من الطفل ريان المغربي ، ولا أطفال غزة وفلسطين الموجوعة بالصمت العربي أقلشأنا من الأطفال الأمريكيين في نيويورك ، فالطفولة في كل مكان من الكونية هم احباء اللهفي الأرض،

فصرخة الإنقاذ يجب أن تبدأ من اليمن واليها ، فمن الضرورة بمكان أن تتوحد وتعلوالأصوات من اجل انقاذ أطفال اليمن ووقف الحرب وتعلو اكثر من اجل أطفال غزةالمحاصرين ، وكل أطفال الدنيا ، بدون ذلك تصبح التضامنات انتهازية تفريقية بين طفلواخر وهذا مالا يرتضيه الله جلة قدرته

(Visited 18 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *