فينوس فائق
يعتبر الروائي الجزائري واسيني الأعرج أستاذ كرس الدراسات العربية في جامعتي الجزائر و السوربون ، أحد أهم أعمدة الرواية في الوطن العربي و في العالم ، فهو يكتب باللغتين العربية والفرنسية، وقد ترجمة رواياته التي تصل إلى 27 رواية الى اكثر من لغة عالمية كان آخرها رواية “ليليات رمادة” التي كتبها بالتزامن مع إنتشار فايروس كوفيد 19.
حائز على الكثير من الجوائز الأدبية الكبيرة، منها جائزتي الشيخ زايد و كتارا.. إضافة إلى العديد من الجوائز الأخرى.
تمتاز رواياته بلغة تعبيرية شعرية راقية ، فهو يبتعد عن الوصف الذي يصيب القاريء بالملل، ويأخذك الى عالمه الخاص، ويضفي على الكلمات نوعاً من البهجة، ويلبسها بهاءاً خاصاً ، يجعلك تحلِّق حيث ما يكون ، في مخيال ساحر ، بواقعية حقيقية محاورته المستقل وسألته :
• تحتل روايتك حيزاً مهما في المكتبة العربية والعالمية ، إلى أي مدرسة تنتمي أعمالك؟
الرواية هي المنجز الإفتراضي الدائم و تحديدا الكتابة الروائية هو فعل مفتوح، كل شخص إذا توفر لديه قدر من الموهبة و الثقافة و الوعي يستطيع أن يجدد و أن يخلق عالمه ويكتب نفسه ،فأنت لا تستطيع أن تكون ماركيز و لا بلزاك، و لا أليخو كارباتي و لا حتى نجيب محفوظ …لكن تستطيع أن تكون أنت إذا أردت، و من خلال هذا المنجز الإنساني الواسع أن تكتب نصوصا تمثلك، لها صدى روحك .
بالنسبة لي كأستاذ جامعي قرأت الكثير من الروايات الواصفة المباشرة، لكن ليس عندي تواصل روحي داخلي، أنا أكتب رواية تشبهني بمعنى الحسياسية اللغوية، و الإنسانية، و حتى الحضارية و الفكرية، حتى لا أقول السياسية و الآيديولوجية، بل الحساسيات الأقرب و الأعمق. و هذا طبعا يقتضي جهدا كبيراً، لهذا أنا جزء من اللغة الشعرية، لأن اللغة الواصفة الإعتيادية لا تكفي لأن تصل إلى أعماقها، ما يميز الكاتب هو قدرته على أن ينقل هذه اللغة، بإتجاه عمق أحاسيس الإنسان الداخلية، لذا يحتاج إلى لغة أخرى مبتكره ، اللغة التي تحمل ظلال، و يجب أن نحذر بحيث لا يتحول النص الروائي إلى قصيدة شعرية، بالمعنى الشعري. لأن اللغة الشعرية ، هي لغة إستعارية، بمعنى كيفية نقل هذه اللغة الإستعارية الحمالة للكثير من الأوجه إلى أعماق الشخصيات، و القاريء يحتاج أحيانا لأن يحلق قليلا و أن يشعر بما يقرأه، حتى لو لم يفهمه في اللحظة الأولى، و لكن بمجرد التمحيص يستطيع أن يصل إلى ما يريد أن يصل إليه.
•
في حوار لك أن كل رواية ترتبط بجرح ما، هل هذا يعني أن الروائي يكتب نفسه؟ فأنا عندما أقرأ رواياتك ينتابني الشعور أنك حاضر في الرواية.
* يجب أن لا نتوقف عند التجربة الفردية و الذاتية، لأنك حينها ستكتب سيرة ذاتية، و الإستراتيجية الكتابية منذ اللحظة الأولى ستكون كتابة سيرة ذاتية، هذا لا يمنع حضور الخبرة و التراكم الذاتي الحياتي الإنساني أن يكون حاضرا، شرط أن يعاد بناءه بحيث أن يخرج عن كونه مادة حسية ذاتية و يتحول إلى مادة عامة روائية تخيلية، بمعنى أن عنصر التخييل يجب أن يدمر نسبيا عنصر هذه الذات، و على القاريء أن يشعر بالحالتين، قرب الرواية من الكاتب لأن بها شيء من المصداقية ، و في الوقت نفسه هي بعيدة عنه لأنها تشتغل ضمن منظومة الرواية و التي هي منظومة أساسا مبنية على العملية التخيلية.
* ألم تكن روايتي (طوق الياسمين) من خلال شخصية (عيد العشاب) و (الأمير) سيرة ذاتية؟
* الكثير من النقاد إعتبر رواية (طوق الياسمين) سيرة ذاتية ، لكنها لم تكن كذلك. بها فيض من الأشياء التي توحي بذلك، لكن في داخل النظام الروائي تغيرت كليا.. شخصية العيد العشاب كان شخصية حقيقية، عرفته و كان يحب صديقته المسيحية و كان مسلماً ، و كان يظن في لا وعيه أن مافي المسيحية أفضل مما عند المسلمين، على الرغم من أن الكتاب السماوي لا يمنع الزواج بغير المسلمة، إلا أنها رفضت هذه الزيجة فقط لأن الشخص مسلم و العائلة مسيحية، فهذا غير النظام في ذهني، عندما كتبت هذه الرواية، لم يكن الشغل الأساسي القصة العاطفية، إنما هذه النظم الدينية و كيف تعمل على تدمير الجانب العاطفي، للأسف.
أنا طرحت المشكلة الدينية في هذه الرواية، أكثر مما طرحت المشكلة العاطفية على الرغم من أن الحالة واقعية لكن فيما بعد أعدت بناءها بشكل كبير و حاولت تدمير جانب السير الذاتي و ذهبت نحو قضية إنسانية كبيرة..
في رواية الأمير هناك قضايا متعلقة بحياة الأمير عبدالقادر، السؤال الجوهري كان يتخطى الأمير و أكبر منه و من كونه سؤال تأريخي، و سؤال الحاضر. فكنت أقول دائما لماذا البشر يتقاتلون بأسباب دينية أو عرقية أو أو لغوية، و لماذا لا يتفقون، و لا يتحاوروا، كان في رأسي فكرة حوار الأديان أو حوار الحضارات بدلا من صراع أو صدام الحضارات و جائت هذه الفكرة و طورتها من خلال رواية الأمير .
فهو شخص لديه جانب ديني،
وجدت في الرجل ما يجيب على سؤال صدام أو حوار الحضارات و بنيت من الناحية الفكرية الرواية على هذه المقولة، هذا الرجل أنقذ حوالي خمسة عشر ألف مسيحي من حرب اهلية في جبل الدروز ، كانت لديه سطوة روحية ، ذهب إلى الأحياء المسيحية و أخذ معه المسيحيين إلى ما يسمى بحي المغاربة، و مازال لليوم موجود في دمشق، و أنقذهم .
هذا الذي اعنيه بحوار الحضارات، وهو رهاني الكبير .
* (سيرة المنتهى- عشتها كما أشتهي) هي سيرة ذاتية لك . سؤالي عن إعلان إنتماءك لجدك (سيدي علي برمضان الكوخو دي ألميريا، المسمى الروخو). كيف ربطت بين سيرتك الذاتية و الإسراء و المعراج.. ماذا كان رهانك عندما تتحدث عن كل ما تحدثت إليه ما عدى الـ “أنا” في السيرة؟
من حيث الفكرة و المبدأ، سيرة المنتهى، رواية سيرة ذاتية، تعمدت أن لا أكرر ما يفعله الكتاب، عالميا، و عندنا في العالمي العربي أكثر، حيث نجد شخصا ظهرت عليه منذ البداية علامات الذكاء و بدأ يكتب منذ نعومة أظافره…ألخ يعني يضخم نفسه. هذه المفاهيم و هذه اللغة لا أحبها، أنا أبحث في الإنسان عن ما هو عميق فيه و ليس عن فعله، لأن لا أحد يصلح لأن يكون نموذجا لآخر، كل واحد هو نموذج لنفسه. أن أكتب سيرة بدون ما أكون أنا من يتحدث عن نفسه، و فجأة إكتشفت أن كل أبطالي غير موجودين بجانبي، الجدة، الوالدة توفيتا، الجد الأول توفي، الوالد أيضا إستشهد في 1959، فوجدت هذا الخزان الذي أعطاني الحياة بالمعنى الإنساني و لكن أيضا بالمعنى الثقافي ليس موجودا معي، حتى معلمي الكبير الذي هو سيرفانتيس، توفي في القرن السابع عشر، فخلقت لعبة فنية و تراثية، هي الإسراء و المعراج، وجدت في “الاسراء ” الذي كتبه إبن عربي نموذجا بالنسبة لي ، و هي الفكرة التي إستندت عليها لأرى أهلي هناك في العالم الآخر، فإلتقيت بالوالدة و بالجدة، و حتى بالجد الأول الأندلسي الذي غادر الأندلس مرغما و عانى من محاكم التفتيش المقدس، و كيف جاء إلى الجزائر، إسترجعت هذه الوقائع، جزء منها تأريخي و جزء كبير منها تخييلي، جمعت كل هذه العناصر و خرجت منها برواية في جانبها الأساسي حقيقية و لكنها أيضا مروية في أفق سيري و روائي و لا توجد فيها الذات الساردة، فحياتي مروية من خلال هؤلاء الناس الذين عشت معهم، و كان كل أملي أن أكسر هذه ال”أنا” النرجسية، في هذه الرواية.
* في رواياتك هناك دائما حضور للهوية، لذاكرة وطن، بأوجاعها و آلامها، هل ممكن أن يكون الروائي أصدق من المؤرخ في سرد سير الأوطان؟
* المؤرخ يروي الوقائع و الأحداث و تأريخ وطن و تأريخ أمة، القيمة الجمالية ليست هي الأساس، الحياة هي الأساس، للمؤرخ يحافظ على إستمرار وطن أو أرض من خلال سلسلة من المقولات، يحاول إثبات أن هذا التأريخ له قيمة، و أن هذا الوطن لم ينشأ اليوم و لكنه قبل قرون عديدة.. ألخ.. المرويات التي يرويها المؤرخ في سلسلة من الجوانب، الكاتب يعطيها الحياة، لا يوجد لديه موضوع بدون حياة حقيقية، و عندما يعطي الفترة التي يتناولها، حياة و حركية، و يعطيها أنفاس، و شيء ما يشبهنا اليوم، تشعر و أنت تقرأ التأريخ و كأنك تقرأ أحقاد و صراعات و مشكلات اليوم، كأنك تقرأ مشكلة الهوية التي تخترق الشعوب، اليوم الصراعات الإثنية و العرقية التي تذبح الأمم كأنها تحدث اليوم، كل هذه الأشياء الكاتب من يعطيها الحياة. يعمل على نماذج بشرية حية و ليس على مقولات تأريخية مثل المؤرخ، لهذا أنا لا أقارن بينهما، بل أوصف جهة مجالها الطبيعي،
رواية (أنثى السراب) أعجبتني* الخطابات المتبادلة بين ليلى/مريم و سينو. تعثرت بلغة روائية راقية، تحولٌ ساحر بين أنا المذكر و أنا المؤنث،
ماذا كان هدفك من رواية أنثى السراب، أي أين كان التحدي؟
* عندما تريد الكتابة عن المرأة يجب
عليك أن تلبس القبعة النسوية، و تكون عارفا من خلال حياتك و تجربتك و قرائاتك و علاقاتك مع صديقات إلى آخره، ففي اللغة الذكورية شيء من الأنوثة، و في لغة الأنوثة أيضا شيء من الذكورة، و عندما نتحدث عن الرسائل بين رجل و إمرأة يفترض أن تكون الهواجس مختلفة، و الإنشغالات مختلفة، على الرغم من وجود مساحة مشتركة، التي هي مساحة الحب و لكن هذه المساحة المشتركة مخترقة أيضا بذاكرتين، متخلفتين، ذاكرة الذكورة و ذاكرة الأنوثة، و أنا بصراحة إجتهدت في أنثى السراب عندما بدأت و بنيت الرواية في جزء كبير منها على الرسائل.
كان هدفي من وراء هذه الرواية تبيان بأن الإنشاء و بناءا على الرسائل، ممكن جدا ، و على الرغم من أن الروايات القديمة في أوروبا و الروايات المشهورة هذه كانت تبنى على فعل الرسائل، لكن هذا النوع إنتهى تقريبا أو إنقرض، فأنا أردت أن أعيد بعثه، لأقول أيضا بأنه يمكننا أن نعبر أدبيا و روائيا أيضا عن طريق الرسائل المفترضة.
هل بإمكان الأدب أو الرواية مواجهة الشر و الإرهاب، وهل بإمكاننا اعتناق الأدب بدلا من إعتناق الأديان. بمعنى هل بإمكان الأدب أن يكون بديلا عن الدين؟
إعتناق الأديان لا يتناقض مع إعتناق الأدب، إعتناق الدين هو أنك ورثت شيئا ما من القيم الدينية و الثقافية و الخ….. و سكنت هذه القيم في داخلك ، المشكلة عندما تقف هذه القيم كعائق بينك و بين الحياة، في هذه الحالة لا يوجد أمامك حل آخر إما أن تسير في نفس النظام السابق و تعطي الأسبقية للشرطيات الدينية، كما فرضت عليك أو كما ورثتها، و أن تتحمل ما سيأتي من نتائج فيما بعد. في معظم رواياتي هناك رفض لهذه الشرطيات عندما تتحول الشرطية الدينية إلى قامع للإرادة الإنسانية، أما عندما تكون الشرطية الدينية هي حالة صوفية وجدانية و حالة إنسانية فردية ، فهي مقبولة ، لكن عندما يتحول هذا الله الموجود في اللاشعور الجمعي إلى سلطة، في هذه الحالة لا يوجد أمامك شرط آخر إلا القطيعة و الأدب يساعد على هذه القطيعة لأن الأدب هو الحالة الإنسانية الوجدانية الحرة بإمتياز.
فحينما تضع كتابك في السوق، لا تشترط على أي شخص أن يأتي و يقرأ كتابك بالقوة. أما عندما يضع الإنسان بين يديه الإنجيل أو التوراة أو القرآن الكريم، يصبح هو داخل منظومة دينية صارمة،
الأدب يربطنا بالحرية، و يرتبط بالإقناع ، أنت عندما لا تقتنع برواية ربما تستخسر فيها الثمن الذي دفعته في شرائها، و لكن لن تحاسب..
ككاتب و كفنان و كرسام، و كموسيقي، أنت تزرع القيم البديلة، و القيم المقاومة على الأمد المتوسط و الأمد البعيد.
*
ماذا تعني لك الجوائز الأدبية، وهل الحصول عليها مهمة في مسيرة المبدع؟ أم أنها تبقى مسألة تقدير فقط..
حقيقة أنا بدأت أكتب و لا أعرف الجوائز، كنت أكتب لأن الحاجة الماسة الداخلية كانت هي الدافع القوي، لكن عندما يقدرك صديق مثلا كاتب كبير يقرئك و يقدرك و يقول لك أحسنت يا واسيني في كتابة الرواية، ذكرت قبل قليل الدكتور عبداللطيف الراوي الأستاذ العراقي العظيم و الباحث رحمه الله، الذي لعب دورا كبيرا في حياتي، خصوصا عندما يكتب في مجلة (أمال) و يكتب على روايتك الأولى، بعد الإنتقال من القصة القصيرة إلى كتابة الرواية يكتب جملة (اليوم ولد كاتبا روائيا في الجزائر) هذا الكلام لا يمكن أن تتخيلي وقعه، كلامه كان أكبر جائزة و أول جائزة، و فعلا قبله و بعده بمدة قصيرة حصلت على جائزة القصة القصيرة التي كانت تنظمه وزارة التعليم العالي، و كلها في النهاية هي عبارة عن لحظات جميلة.
جائزة الشيخ زايد عن رواية الأمير كانت مهمة لسبب بسيط هي نقلة نوعية من المحلية الجزائرية نحو العالم العربي ولو أنه قبلها كنت معروف، لكنها جاءت كتتويج لهذا الجهد.
لحظات الحوائج أكيد سعيدة من جانبها المادي الجيد، حتى لا أكون كاذبا، لكن بالمقابل من الناحية الأدبية من الناحية الإبداعية قيمتها محدودة، هي فقط لحظة إعتراف، و لحظة أصطدام بفرحة عابرة.
الكثير ممن يفوزون بالجوائز يموتون، لأن يرهن كتابته بالجائزة،
ما هو تقييمك لحركة النقد في بلداننا؟ العلاقات الشخصية تلعب دوراً في مجال النقد و أنا لا أنفي هذا مطلقا، لكن السؤال النقدي الكبير هو هل للنقد دور في العالم العربي؟ في السير أو الدفع بالنص الأدبي إلى الأمام، للأسف لا، الذي يصنع اليوم النص الأدبي هو الإعلام و لهذا عمر النص الأدبي ضعيف أو قصير، يستمر سنة أو سنتين و بعدها يموت، عندما يكون النص عظيما النقد يرتقي نحو هذه العظمة، أما اليوم النقد تقريبا إنسحب، و حتى النقاد الموجودين، هم تقريبا نقاد أكاديميون، بمعنى ليس لهم تأثير في حركية الكتابة..و النقد لا دور له في يوميات الكتابة
أغلب أعمالك كتبتها باللغة العربية، رغم أنك تتقن الفرنسية، لماذا هذا التركيز على اللغة العربية؟
العلاقة مع اللغة العربية، و التعبير بها جاء لي متأخرا، أنا من الجيل الذي تعلم الفرنسية، عندما ما دخلت المدرسة الجزائرية في قريتي، كان يدرس فيها فرنسيون و إلى اليوم، لهذا العلاقة مع اللغة الفرنسية جائت كشرطية تأريخية و ليست كخيار، كنت في الصباح الباكر أذهب لأدرس في “الكتاتيب” و هي مدرسة قرآنية صغيرة و هناك تعلمت اللغة العربية و جدتي لعبت دورا في ذلك لأنه بالنسبة لها تعلم اللغة العربية هو إرتباط بالتاريخ القديم و تاريخ الأجداد و بالدين الإسلامي لأن هؤلاء ثقافتهم الوحيدة هي الثقافة الدينية و لكن ليس الدين المتطرف هي مزيج من الدين و الصوفية لأن جدتي كانت تنتمي إلى ما يسمى بالحضارات، هذه المجموعات الصوفية الطيبة المؤمنة الهادفة إلى الخير الخ.. و لها ذاكرة غنية أيضا و كانت تروي لي الحكايات و أنا دخلت في عالمها التخييليي بشكل لا يمكن تصوره و هو نفس الشيء الذي أنا أرويه اليوم لأحفادي، تلك القصص، و هي كلها قصص التي رويت لي أو جزء منها روي لي أو قرأتها في الكتب، فإذن الجدة خلقت عندي بشكل لا وعي بنية تاريخية، حكائية، تخييلية كبيرة، تجلت فيما بعد في الكتابة و بدأت واقعيا مرتبطا بالمجتمع و باليوميات ولكن مع الزمن هذا الحس تطور و
عاد إلى المنبع الأول و هو المنبع التخييلي الذي كانت مصدره الجدة و ليس الواقع الموضوعي فقط.
لا اود ان اودعك او انهي هذه الجولة التي سبرت فيها اغوار واسيني الاعرج ، ولكني اعتقد ان الحوار كان غنياً وراقيا معك .