نصير الشيخ
ــ كما عهدناه بضحكته المجلجلة..العاشق الأبدي ل((دجلة))..الذي نثر ضحكاته وشهقاته ودموعه لخمسين سنة واكثرعند شواطئ نهر((الماجدية))..وغازل ليالِ طوال خيالات مدينة يكمن فيها سر كبير اسمها((العمارة))..هذه الطفلة التائهة بين الأنهار الثلاثة،،الحاضرة كريف متمدن،،والغائبة كعاصمة لاتنسى لياليها….
محمود النمر،،العاشق الأبدي لهذا النهر..النهر الذي حاول اخذه بعيدا لأغواره هناك حيث الجنيات وخرافة ((عبد الشط))..ثلاث محاولات للغرق قرب ((الكبان)) لجسر الماجدية…لكن السومري يأبى مخاصمة الماء،ليغزل عندما يكبركلمات هي قلائد شعر للمدينة التي أحب،يعلقها كأيقونات عند ذاكرة الجسر الحديد…
محمود النمر،،هل تسعفنا ذكرى ارجاع ضحكتك،،ونحن نجلس سويا عند كورنيش العمارة((الصورة))..وتبوح لي اسرارانشدادك لهذي المدينة،،لشوارعها وطينها وشواطئها وعباءات نسائها…وانت المعاقر دوما خمرة الابتهاج عند ((وصيفات سيدوري))،،،وكأن المكاتب المزججة للصحف والمجلات التي عملت بهنّ،،وكأن عطور نساء العاصمة وغنجهن لم تتعلم منها درسا في كيفية نسيان رائحة ((الحندقوق)) او رائحة الحناء لأم اودعت محبتها ابناءها التي بعثرتهم الدروب،،ترى الم تأخذك((بغداد)) بعيدا ـ يوماـ!!
((خوية ابو الحسن،،أريد اموت هنا))..قلتها،وانت تشيرباصبع كفك المدبب
الى نهر جار مال مائه الى الخضرة،ذات ضحى،،كأنك متطامن ابدا مع عشبة خلودك،،طينة العمارة…كنت ارقب دمعة لامعة دفينة في عينيك…مزجتها بابتسامة مبتورة…كأنك تشير لزمن اكثر قتامة سيأتي،وكأن السواد اكثرحلكة من بياض القصيدة..
هل كنت على حق،،تركت المدينة خلفك واشرت الى ((مشحوف))سومري يقللك في غفلة منا الى غياهب الهور البعيد..وكيف نسيت موعدك مع ابي نواس،،نديمك في الصمت والكأس والسر والشعر..((كل شئ يدور/ماعدا نجمتي/التي في الظهيرة ))..كيف جمعت دقائقك وذكريات ايامك واصطحبت الغبش الميساني عند حافات الشفق،،،لتعلمنا درسا اخرا،ان الحياة العراقية لاضحكة تدوم فيها،،ولا حب طويل الأمد،،فكنت انت الشاهد والشهيد…
((كيف يكون الشعر صبيا..؟
يركض خلف رعاة النهر
والنهر جميل مكتظ
في نصفين ))
محمود…ايها الحالم،،تحاصرك الذكريات وديون الحياة،،وتضك عليك الأيام حيازيمها،،ليفجؤك الوجع المهروس بخيبة الحاضر،،لتختارسكْنةً بعيدة المدى،هذه المرة بعيدا عن ((الشط))الذي ناصبك العداء،ايها الطيب السريرة…..