د. رقيق عبدالله
كاتب و مفكر جزائري
في منظومة العقل العربي المتعلقة بمركزية التفكير الاجتماعي يفقد أفرادها تحقيق ذاتهممن خلال ما يدركون من مفاهيم و انتاج مبسط لذاك الإدراك غير المتبصر لحقيقة الاشياء.
إن حالة الاستنجاد بقوى خارج اطار العقل عند الفشل أو الإخفاق لا يعني الايمان بجوهرالحقائق و مسلمات الغيب أو آفاق التسليم العرفاني الذي يرفض على مستوى منهجالتفكير الاجتماعي رغم أحقيته بالاعتراف من ذواتنا و ادراك عمق طرحه في تاريخنا.
إن هذا الهروب لمنظومة تفكيرنا لتلك الاشياء سحرا و حسدا يبرر للعقل إخفاقات الفعلالمنتج، و الحقيقة أن الإيمان بوجود عالم غير مدرك في عقولنا لا يعني نفيه و إنمااستحضاره في كل فشل يلغي أفعالنا المكلفين بها و المسؤولين عنها بمثقال ذراتها و عظمإيجابياتها و نجاحها.
لماذا في حالة النجاح و الفوز تغيب تلك الأشياء في تفكيرنا و تحضر الإرادة و قوة الفعل وانتاج الوعي المدرك للواقع.
إن هذا الإشكال تجاوز إخفاق الذات و التسليم بما تؤمن، بل أصبح جزء من تفكيرناالاجتماعي الذي غيب العقل بحجة الإيمان و عقيدة الفرد مع خالقه و تناسى الفردالمجتمعي أن جوهر إيمانه هو حرية إرادته التي لا يمكن لأحد أن يسلبها إياه لانه من روحالله خلق.
فاقتصاد الدول و نجاح الأفراد لا يبنى على اشكاليات الذات و إيمانها و إنما يبنى وفقعمل منتج و توفيق مدرك لجوهر التسليم لا على ضفافه.
كذا بناء المؤسسات لا ينبغي أن يكون عبر تحالفات نستحضر فيها المقدس قسما و تعهداو إنما وفق برامج و اتفاقيات، مصلحة و منفعة.
أن المقدس هو أعلى من أن تستنجد به الأحزاب و مجالسنا ضمن اتفاقيات الولاء و إنماالمقدس هو حياة يعيش فينا و نعيش فيه.
لقد فقد العقل العربي و منظومته المركزية الاجتماعية بوصلة الإدراك الواعي لا لأفعاله فقطو إنما حتى لجوهر إيمانه فاستبسط الفرد المجتمعي مقدسه، أقسم بخالقه في قاعاتهالمغلقة، و كفر بقسمه حين الخروج منها، و الإشكال أن الضمير يلين بالوفاء لطبائع البشردائما.