(( حين يكون المسؤول عاشقاً للثقافة !! )) عيد السادة البصري

مواويل جنوبية

عبدالسادة البصري

كلّنا نعرف هذه العبارة  ( عندما أسمع كلمة ثقافة ،، أتحسس مسدسي ) التي أطلقهاغوبلز وزير الدعاية والإعلام النازي ، الذي كان يشرف على جميع القنوات التلفزيونية والسينما والصحف والمجلات الألمانية آنذاك ،كونها محفورة في ذاكرة الأيام لما كانت تعنيه ،وكونها تتكرر على أرض الواقع هنا وهناك في كل زمان ومكان أيضاً ، إذا وجد  ثمة مَنْ يدّعي الثقافة ويحاربها في الوقت نفسه ، وهذا ديدن المسؤولين الذين يهابون الثقافة والمثقفين ، لأنها تكشف زيفهم وأقنعتهم وتظهر حقيقتهم عارية للناس !!

الغريب في الأمر كله أن السياسي مهما كان معتقده الفكري حين يبدأ  أولى خطوات مشواره السياسي يكون قريبا من الثقافة ، بل تكون الثقافة جزءاً من تكوينه الفكري و تشكيلته التي سينمو عليها شيئا فشيئا، لكنه ما أن يتسلم منصبا سياديا أو مسؤولية ما حتى يتنكر للثقافة وأهلها ويبدأ بمحاربتهم تحديدا ــ كم من مثقفٍ راح ضحية تقريرأو وشاية  من مثقفين آخرين ؟؟!!ــ  وتكون من أولويات مهامه هي إبعاد المثقفين عن أماكناتخاذ القرار دائماً ، لهذا نجد الثقافة والمثقفين في وادٍ والسياسة والمسؤولين في وادٍ آخر!!

لا أريد مقارنة بما سأذكره الآن عن شخصيات خدمت بلادها ، لكن الحق يقال ، في كل يوم تعرض إحدى القنوات الخليجية وتحديدا ( سما دبي ) قصائد نبطية ( شعر عامّي بدوي) للراحل الشيخ زايد بن سلطان يتحدث فيها عن حبّه لبلاده وشعبها وكيفية العمل علىتقدمها وازدهارها وعمرانها مع عرض أفلام وثائقية لما أنجزه الشيخ زايد من عمران ورقيًّ للإمارات ، كذلك تعرض القناة هذه منجزات وأعمال ومشاركات الشيخ محمد بن راشد فيالمجالات الثقافية والعلمية والرياضية  مع قراءة قصائده النبطية أيضاً ، حيث نجدهمايسعيان إلى تقديم الثقافة والعلم والمعرفة والرياضة قبل كل شيء ، وهذا دليل على إنهمايحبّان بلدهما وناسهما ويبغيان للوطن والشعب  الخير والتألق الدائم ، فحينما تتقدم وتزدهر الثقافة ويتطور العلم وتنمو وتكبر  المعرفة  وتزهو الرياضة سيتقدم البلد صناعياوزراعيا وسياحيا وكل شيء !!

لأنه بتقدم العلم والمعرفة والثقافة والرياضة سنبني البلد ونرفع من شأنه في المجالاتالإنتاجية والخدمية كافة ، فهي الركيزة الأساس لكل شيء !!

المسؤول الذي يريد لبلده التقدم والعمران والازدهار عليه أن يكون محباً وعاشقاً وداعماً وراعياً ومطوراً للثقافة والعلم والمعرفة والرياضة ،، لا أن يقف على التلِّ بعيدا ويحاربهامحاولاً طمسها وتخريبها بشتى الوسائل والغايات ، وكأنها لا تعنيه بشيء ، فقط همّهالوحيد إرضاء جيبه وحزبه وطائفته وقوميته !!

لهذا نريد مسؤولاً يحمل عشق الثقافة والعلم ومحبة الناس والوطن مع كريات دمه ،،ينبض ويتنفس ويأكل ويشرب ثقافة ومحبة للناس والوطن بكل فئاته ومكوناته !!

هكذا مسؤول سيبني البلد حتما ويمحو من ذاكرتنا عبارة غوبلز سيئة الصيت ،، أما إذاظل يرددها مع نفسه ويحاول تطبيقها فنقرأ على البلد والشعب السلام !

(Visited 16 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *