فن العيش

فن العيش

نادية الكتبي

 

يقول المثل الشعبي الذي. كنا نسمعه ونحن يافعين ” اذا اردت ان تعيش فعليك بالتطنيش”
رغم صِغر همومنا مثل عدم انجاز وظيفة مادة اللغة العربية او عدم حفظ درس التاريخ او لربما بالرسوب بامتحان الرياضيات نردد هذا المثل فنضحك وندردش لنكمل يومنا الدراسي عائدين لبيوتنا مفعمين بالسعادة و الحيوية.
لا ادري ما الذي تغير الان، هل الزمن أم تعقيدات الحياة ، ولمَ لا نعيش الآن على رغم تفاوت اعمارنا بهذا الانتعاش و بتلك الروح الجميلة المحلقة في افق الجمال ؟
لمَ تخيم على ارواحنا تلال الهمّ و الغم ؟ ولمَ البعض الآخر يتناسى حق نفسه عليه فيهملها ؟
تقول الحكمة ” لنفسك عليك حق، ولاهلك عليك حق و …… فاعطِ كل ذي حقٍ حقه ”
فكما ان هناك حزن فهناك فرح وكما ان هناك تعاسة فهناك سعادة .
ولنا حرية الاختيار .
لمَ نمنح تفاهات الحياة فرصة الانتصار علينا ، والتفوق واننا نعلم ان تلك المشاكل ستُحل مع الزمن رغماً عنّا؟ وعلينا ان نبحث عن ” فن للعيش ”
هذا الفن الذي لا يتقنه الا البعض فيحظى بالنعيم الداخلي.
او ما نسميه التصالح مع الذات .
“فالقناعة كنزٌ لا يفنى”
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ان كل سعيد ومبتسم في هذه الحياة خالٍ من المشاكل والهموم؟ ام ان كل من يهتم بتفاصيل حياته و يجملها يكون “بطران” ويمتلك كل شيء ؟
ايها القارئ العزيز, من تراه مبتسما معظم وقته و مهتما بترتيب مظهره انسان مثلك تماما لديه المشاعر المرهفه ولديه المسؤوليات والاحزان العميقة وربما فقد اعز الناس بحادث وربما يمرّ بمصيبةٍ لكنه متصالح مع نفسه.
حينما تراه مبتسماً و السعادة بادية على وجهه و في ازهى حلته ، فان هذا الانسان يتحلّى بفن الرضا.
الرضا الذي يضمد جراحه وينشف دموعه ويسند له ظهره حيث يمشي بين الناس بصخب الحياة مبتسماً.
لقد اثبتت الحياة لنا أن المال ليس سببا لسعادة سرمدية . ومن ي يلقي سبب تعاسته على نقصان المال فهو واهم ، لان التاريخ قد حفظ لنا امثلة كثيرة عن السعادة بغير المال ، السعادة الفعلية في قلوب الفقراء والحزن و التعاسة في صدورالاغنياء. فالفقر هو فقر الروح للرضا والاكتفاء مصدر لفرح وابتهاج الروح.
فان كنا نعرف ممارسة فن الرضا بحياتنا عرفنا السعادة.. لا تبحثوا عنها الا في اعماقكم واعرفوا اسباب همومكم بمسمياتها وارضوا ثم اطمحوا  للافضل . فهناك من يعرف كيف يمحي الحزن من داخله قبل ان تجف عينيه ولا يهمل ذاته بل يحفزها لاهداف كبرى. وهناك من يسعد بتفاصيل دقيقة ليبهج نفسه وينثر السعادة لمن حوله. انه فن للنجاح بهذه الحياه انه القوة الداخلية العظمى لتحدي كل الجبهات الخارجية.
من ْ منا راضٍ؟ ومن منا سعيد؟ ومن منا يعرف ان يعيش بحكمة وتطنيش
وأخيراً ” فن العيش في التطنيش”

(Visited 39 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *