جيهانة العتابي
انتشرت مؤخرا ظاهرة قتل العائلات من قبل احد افرادها. و التي سميت “بقتل الاصول” الظاهرة التي هزت الرأي العام في الاوانة الاخيرة وقد اعتقد اغلب الباحثون والمختصون
ان هناك عدة اسباب بروز هذه الطاهرة .
منها المخدرات والفقر والتفكك الاسري، والبطالة المنتشرة بين الشباب.
هذه الجرائم ليست “جديدة” لكن انتشارها بهذا الحجم هو الجديد . فقد
تصاعد العنف المنزلي في ا لمجتمع العراقي اذاصبحت جرائم القتل تتكرر اسبوعيا حيث سجلت في العاصمة بغداد حادث مروعة الاسبوع الماضي اذ قام شخص بقتل والده و احد اقاربه ولازال الرأي العام في بابل مندهش من جريمة بشعة وقعت في منطقة “جبلة ” قام بها ضابط شرطة بقتل صهره واخته وجميع افراد العائلة على خلفية نزاع عائلي بين صهره واخته ، فقام الضابط ” الاخ ” بتلفيق. تهمة لصهره واستخدم اسلحة ثقيلة في العملية ، ثم اشيع ان الصهر واهله انتحروا .
و في النجف الاشرف في حي الفرات قبل ايام قام صبي يبلغ من العمر 15 سنة بقتل امه وابيه واخيه واصابة اخته بمسدس اشتراه مؤخراً ، وكان سبب قتل العائلة ان الاب وهو طبيب والام وهي مدرسة. كانا يطلبان من ابنهم المواظبة على الدراسة. وان لا يتهرب من المدرسة ، والان كان يرفض اوامرهما ، فقام. بقتلهم جميعاً .
مع ان العائلة ميسورة وتسكن في حي راقي و وضعهم المالي جيد جداً
قال احد المختصين في علم النفس التربوي يعمل استاذاً في جامعة بغداد ان هذا النوع من الجرائم ناتج عن عوامل نفسية و اقتصادية وامنية، ولعل التعامل الخاطئ معها يزيد من حجم المشكلة ،
المخدرات وانتشارها واحد من اهم الاسباب التي ساعدت على استفحال هذه الطاهرة، كما ان العامل النفسي والبيئي كذلك له تأثير في بروز هذه الظاهرة ، واضاف ان طرق معالجة مثل هذه الظواهر يجب ان يكون ضمن دراسة عملية لاسبابها و حواضنها، كما يجب تقليل من هذه الظاهرة الخطيرة وابعاد الشباب عنها بفتح مراكز ترفيهية ممنهجة وكذلك حث الاهل على رعاية ابنائهم، بطرق مختلفة عن طريق المتصل، كما يقول الامام علي عليه السلام ” ربوا اولادكم على غير تربيتكم، فانهم خلقوا لزمان غير زمانكم ” ..
ويوضح الباحث ان الجانب النفسي منها مهم جداً.
وقد يلجأ الاشخاص تحت ضغوط الحياة الى مثل هذه الافعال بدافع الانتقام من ذاتهم او عقوبة النفس اومشاكل عائلية.
واضاف ان هذه الظواهر تحدث في المجتمعات تفتقر الى روابط اسرية وايضاهناك ظواهر اجتماعية منها الفقر والمخدرات وغياب القانون والافلات من العقاب خاصة اذا كان من جهة سياسية.
وشدد ان تعمل الحكومة على وضع حد وايجاد الحلول لها وتأهيل الشباب وتوفير فرص عمل لهم لاشغالهم بما فية من منفعتهم لانهاء هذا الظاهرة الخطيرة.
وفي النهاية اذا كانت العقوبة قد ابانت قصورها في حماية المجتمع من القتل فأنه يبقى السبيل الامثل هو العمل على تطبيق التدابير الوقائية كقول “الوقاية خير من العلاج” في مجال الحد من الاجرام.