علاء الخطيب
خرج وفد الاطار التنسيقي من الحنانة خال الوفاض، ورجع بخفي حنين، وكانتالتصريحات العمومية تغطي فشل الاجتماع ، وعدم التوصل الى اتفاق. بين الطرفين ،ظهر ذلك جلياً بتغريدة السيد مقتدى الصدر حينما اكد على موقفه ” لا شرقية لا غربية … حكومة اغلبية وطنية”
فهمها اكثر المراقبين بان ابواب التوافق بين الطرفين سيظل مؤصدا.
وان عقدة المالكي لا زالت في منشار الصدر .
قيادات الاطار جاءت الى النجف وهي تعلم انها تسبح عكس التيار ، لكنها اتت من باباسقاط الفرض .فحينما اقترح الصدر استبعاد المالكي فهم “الاطاريون” ، بأنهم لن يصلواالى نتيجة ، ولن يستطيعوا اقناع الصدر وثنيه عن شرطه.
كما انهم لن يستطيعوا ان يتخلَّوا عن المالكي وهو صاحب الثقل الاكبر في الاطار .
الاطار يريد والتيار يريد والتوافق يفعل ما يريد .
مشهد معقد ، لا يلوح في الافق إلا مفهوم الخلاف والاختلاف .
لذا قرر التوافقيون السباحة عكس التيار ، واعادة سيناريو 2010 , في لعبة ” التقسيم “ ما دام الكرد غير راغبين في السير باتجاه التيار ولا السنة يريدون السباحة مع التيار .
فالصيغة التي ينادي بها التيار ينطبق عليها القول القرآني ” جحدوا بها واستيقنتهاأنفسهم ”
ربما تكون حكومة الاغلبية هي الحل ولكن !!!!!!
وربما الجميع يعلم ان حكومة قوية ستكون قادرة على فرض القانون واعادة هيبة الدولة وانهاء الفوضى والمحسوبيات والسلاح المنفلت ولكن !!!!!!
هل ستبقِّي الحكومة القوية على امتيازات الكتل ؟
وهل تستطيع الكتل مواجهة قوة التيار فيما اذا استفحلت اكثر ؟.
ومنْ يضمن ان التيار لن يفرض سطوته على الدولة ويبتلعها، ويهمش الاخرين كما يقولالبعض ؟
التوجس من قوة التيار هو من جعل المكونات الاخرى ترفض الاتفاق معه، في تشكيلالحكومة بصيغتها التي ينادي بها .
فجاء شرط اشراك الاطار التنسيقي وعدم الدخول في اتفاقات فردية من قبل الكرد والسنةفي المفاوضات ، ليؤكد ان هناك مخاوف حقيقية من الاستفراد ، خصوصاً بعدالتصريحات التي اعقبت الفوز ، التي اطلقها السيد الصدر حينما دعا الى حل الفصائلوالتهديد المباشر لما اسماهم بالخاسرين.
واللبيب بالاشارة يفهم كما يقول المثل ، فقد فهمها الاخرون ، فاليوم لك وغدا ً عليك.
لقد كان السيد المالكي اول من طالب بحكومة اغلبية سياسية حينما ارتفعت حظوظه فيالبرلمان عام 2010 ، وقد اعترض عليها اغلب الشركاء انذاك بما فيهم التيار الصدري ،واليوم ينقلب المشهد ، فيطالب بها الصدر. ويرفضها المالكي.
وهكذا هي لعبة السياسة ، لعبة المصالح .
حينما يؤكد الساسة على التوافق ، ويذهب الكثير من المحللين الى ولادة حكومة توافقية جديدة ، يعني ذلك ان مفهوم الاغلبية التي ينادي بها السيد الصدر ومن قبلهالسيد المالكي هي امنية موضوعة على “الرف” لا يتمناها الجميع .
فاختيار السباحة عكس التيار ربما سيُتعب البلد ولكن سيريح اصحاب الكراسيوالسيادة والفخامة .