الإرادة الواعية / علاء الخطيب

الإرادة الواعية / علاء الخطيب

علاء الخطيب

أي فكرة تحتاج الى  إرادة واعية في تطبيقها ، والارادة تحتاج الى تخطيط مسبق ،فالفعل الارادي هو نتيجة قرار ذهني .

لكن ما يسبق الارادة هو الحرية في الفعل الارادي التي تمنح الانسان القدرة على القيامبالمهمة التي  يريد ان يقوم بها .

ربما تعترضنا الكثير من العقبات والتحديات ونحن نسير في الطريق للوصول الىالهدف ، وربما يكلُ البعض عن تحقيق ما يصبو اليه نتيجة هذه التحديات ، ولكنسيبقى صاحب الارادة هو من يفوز في النهاية .

كثير ما نسمع ان فلان لديه قوة ارادة ، وتصميم ،وآخر لا يستطيع كبح جماح رغباتهالمنفلته.

فينجح الاول بفعل الوعي  ويفشل الاخر بفعل اللاوعي .

ينطبق هذا المفهوم على كل مهماتنا الحياتية ، ومنها فعل الخير  والشر .

فالخير  يحتاج الى مستويات عالية من الوعي وهو يختلف عن الشر الذي ربما  ينتجعن اندفاعات غير واعية او عن نزعات داخلية رخيصة.

مفهوم الارادة الواعية هو ما ينقص البعض من ممتهني السياسة ، فيصعب عليهماتخاذ القرارات الصائبة ، لعدم قدرتهم على استحضار ذهني مسبق للفعل  الذييستوجب التخطيط للقيام به .

حينما نقول ارادة واعية  نعني بذلك اعمال العقل والتدبر في يحيط بنا ، أو ما يطلق عليهالقران الكريم بـالتفكُّر

فالتفكر هو ارادة واعية للقيام بالفعل كما انها غوص عميق في معرفة الذات وقدرتهاوامكاناتها .

يقول. ” انجلزأن حرية الإرادة لا تعني شيئاً إلا المقدرة على اتخاذ القرارات بمعرفةالذات.

يتضح لنا ان الارادة الواعية  هي عملية استيعاب حقيقي للاحداث ، وهي مهارةمكتسبة نتيجة العقلانية والتفكر .

كلنا يحتاج الى الارادة الواعية ، لكن ما ينبغي ان يتملكها وبضرورة هم القادةالسياسيون ، الذين يترتب على فعلهم مصائر الناس  ومقدراتهم.

فكم من فعل متهور او قرار  لا عقلاني صدر من هنا وهناك اوصل المجتمع الى الدمار  والاندثار .

  فالارادة الواعية هي الحكمة في اتخاذ القرار ، البعيد عن الانفعالات والاندفاعات الانية .

فحينما يمر المجتمع والوطن بتحديات كبيرة يكون على اصحاب القرار ان  يحكِّمواالارادة الواعية المنبثقة من المصلحة وان وقعالجور عليهم خاصة

وعليهم ان يبحثوا عن نقطة شروع جديدة  تضمن لهم الحفاظ على ما حققوه منمنجزات.

ليس المهم ان تكسب جولة بل المهم ان  تفوز  في النهاية، فليست خسارة الجولة هيالنهاية ، بل ربما تكون حافزاً للنصر .

يقول نيتشهالصراع من اجل الوجود ينمو حتى يتحول الى إرادة القوة، وهذه الإرادةهي الدافع الحقيقي إلى التطور.

فالتطور لا يمكن ان يتحقق الا عبر الارادة الواعية وهذا ما نحتاجه اليوم .

(Visited 16 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *