مجريات الاحداث في العراق (استنساخ طبق الاصل ) لوصايا ( فن الحرب )الصينيه

مجريات الاحداث في العراق (استنساخ طبق الاصل ) لوصايا ( فن الحرب )الصينيه

 

 

صادق الصافي – كاتب عراقي مقيم في النرويج

 

 

مقدمه؛
كتاب – فن الحرب- Art Of War-المشهور من الكتب التراثيه المخطوطة للصين القديم ، ويعتبر من أهم مائة كتاب في تاريخ البشرية لمؤلفه -سون تزو Sun Tzu- جنرال صيني خبير وقائد عسكري وفيلسوف ذاع صيته بسبب عبقريته ،و كلمة -تزو -تعني الرجل الذي بلغ المراتب العليا في العلم والفلسفه . ولد في عام 551 ق.م وهي نفس الفترة التي ولد فيها الفيلسوف ( كونفوشيوس) والذي كان لتعاليم فلسفته الخاصه تاثير كبير على تطور الحضارة الصينية ،و تتلخص بعض تعاليمه ( إن الانسان ليس شريراً بطبعه)- بل هو طيب الجوهر وحسن العنصر ،فاذا ربيّ تربية صالحة ،أصبح إنساناً خيراً ومواطناً صالحاً.
كتاب ( سون تزو)( فن الحرب) ترجم الى 29 لغة واستفاد منه قادة العالم منهم نابليون الذي قال ( هناك قوتان في العالم ، قوة العقل و قوة السلاح )والقادة الالمان وحرصت القيادة الامريكيه على اقتناء الضباط والجنود لهذه الوصايا في حرب الكويت 1991 وكان مرجعاً مهماً ولايزال صالحاً للتطبيق منذ قرون والى يومنا هذا في مجال إدارة الصراع على المستويات الفردية والجمعية و القومية والدولية ، ليس في المجالات العسكرية فحسب ،بل في المجالات السياسية والأدارية للدوله والاقتصادية وحتى الرياضية واستخدمت الافكار النظرية والافكار الفلسفية بصورة واسعة والتركيز على منافسة العدو وكيفية تحقيق النصر والنجاح ، وتجنب الهزيمة و تقليل الخسائر ،وكيف يمكن ان يتحقق النصر مع تجنب القتال ؟
الخطط؛ وضع الخطه موضوع ذو اهمية لايمكن اهماله بل انها قضية حياة او موت .
وان فن الحرب محكوم ب خمسة عوامل ثابتة لمعرفة الفوز -1-القانون الاخلاقي ( المعنوي )-2- السماء -3- الارض -4- القائد -5- الطريقة والانضباط .
اعطى ( القائد سون تزو في كتابه فن الحرب )الكثير من الدروس والعبر المهمة التي لم تفقد قيمتها رغم كل ما طرأ على الانسانية من تطورات و تقدم علمي ، والتي لازالت تصلح لمعالجة الكثير من نواحي الضعف والخلل سواءاً على المستوى العسكري او على مستوى إدارة الدولة الحديثة .
وقد لخص خبير روسي ( يوري بيزم ) استناداً لكتاب (فن الحرب)الوصايا و النصائح والتي ظهرت نتائجها واضحة على بعض شعوب و حكومات الدول العربية ومنها العراق ( وصايا سون تزو) كيف تدمر دولة كاملة وتغير حكومتها بدون استخدام الحرب العسكرية التقليدية المعروفة ،و دون إراقة دماء .
يقول – إن اغبى طريقة للتفكير السياسي هي( القتال) ، وان اعلى فنون الحرب هي عدم القتال على الإطلاق.
الصحيح هو تدمير كل شى له علاقة بالدولة ، بحيث يصبح المقابل مختل ولا يقدر على اتخاذ قرار من نفسه ،وكذلك استخدام التمويه والحيّل بان يكسب ثقتك لدرجة انه لا يراك عدواً له ؟ عندها تقدر ان تدمره بسهولة .
هناك اربعة مراحل لتدمير أي دولة اهمها -1- اسقاط الأخلاق والتي تحتاج الى 15-20 سنة كافية لتدمير منظومة القيم المجتمعية؟، وهذه المدة الزمنية المحددة هي المدة البديلة الكافية لتربية جيل جديد كامل اعتاد على القيم الجديدة البديلة المبتذله ؟في هذه المدة تتحكم في كل التفاصيل لشخصية الفرد في الجيل الجديد و بعدها تستطيع ان تمحي هوية المجتمع الاصلية بكل سهولة ؟ وهدف المرحلة الاولى يتم باكثر من طريقة اولهم – التقليل من قدسية الدين ؟ والسخرية من رموزه البارزة ؟
-ان تدمير الجيل لا يتم بشكل كامل الا عبر تدمير منظومة التعليم عن طريق صرف اهتمام الناس عن اي تصرف و تعليم واقعي و بنّاء وله قيمه ؟ كذلك التخويف و التهويل من الدين وتقديم مجموعة من الاشخاص الرموز من اصحاب الآراء المعادية على انهم المنقذين اصحاب التفكير المستنير والمختلف ؟
اما الخطوة الاخيره في المرحلة الاولى ؛ تدمير العلاقات الاجتماعية عن طريق تسفيه الاقوال والاحاديث الكاذبة ونشرها بالمجتمع و عمل منظمات وهمية تدعي الحرص وهي بالحقيقة هدفها الهاء الناس واشغالهم بتفاهات و الغاء احساس الفرد بالمسؤولية الاجتماعية او الوطنية ؟ و لابد من ايجاد دعاية واعلام متميز لهم حتى لو كان هذا الاعلام غير محبب للمجتمع ، المهم تكثيف تقديمهم و ظهورهم طول الوقت وسوف تؤثر في الناس تدريجياً
المرحلة الثانية ؛ زعزعة الاستقرار والتي تاخذ من 2 سنتين – الى 5 خمسة سنين و تتم عن طريق نشر الفوضى و خلق الخلافات الطائفية وما شابهها بين الناس ، وجعلهم يجرون خلف حاجات مزيفة و وهميه مثل الموضى والملذات النفسية و الجلسات الماجنة والصراخ والصخب وكل ما يدمر الاخلاق .؟
كل هذا اذا ما طبق سوف يوصلنا بشكل تلقائي لمرحلة الأزمة التي يكون فيها البلد قد دخل مرحلة ( مظلمة )؟ يسودها الانفلات الامني والفوضى السياسية والتخبط الاقتصادي و قد تؤدي غالباً الى( حرب اهلية ) ؟
و تأتي المرحلة الاخيرة ؛ تقديم شخصيات – يتم تجهيزهم مسبقاً و تلميعهم و دعمهم بكل الطرق لغرض تصدرهم للمشهد السياسي الجديد ؟ و طبعاً هولاء يكون ولائهم الاول والاخير (لمن اعدهم)او مولهم وهو العدو ؟
خاتمة؛
اذا اراد المواطنون الصالحون الشرفاء و قادة المجتمع الخيرين اصلاح و معالجة الازمات و الخلل ونواحي الضعف في الدولة والمجتمع عليهم ان يتنبهوا الى هذه الشروط و المراحل التي ادت الى افساد الاخلاق في المجتمع و لابد من اعادته الى اصل القيم الاخلاقية و الدينية واعادة تشكيل المنظومة التعليمية السليمة والنجاح باستخدام قوة العقل بدل السلاح .

 

(Visited 14 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *