بقلم رئيس التحرير: علا ء الخطيب
اشارة قطع الطريق رفعها الصدر امام المراهنين على المواجهة الشيعية الشيعية بصمت ، كما رفع إشارة التزموا الصمت امام الهيجان اللاعقلاني و التصريحات العشوائية فيما يخص العلاقة بينه وبين الركن الاخر من البيت الشيعي .
واشارة اوقفوا الفشل وحاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وغيرها من الاشارات
ولكن الاشارة الاكثر اهمية هي نبذ التعامل بالورقة الشيعية المذهبية الضيقة و التأكيد على ان الشيعة ليسوا شخوص وافراد، وليسوا مواطنين طارئين على هذه الارض ، وليسوا جالية تابعة لبلد ما ، وليسوا حالة مذهبية، ولا يمكن ان يختزلوا بالحالة المذهبية، منهم العلماني والمدني والمتدين وغيرهم ، بل هم مكون بشري عراقي له رموزه ومثقفوه وقواعده الشعبية وبالتالي التعامل مع الحالة المستعصية التي تجتاحه منذُ ان وضعت الانتخابات اوزارها او قبل ذلك تحتاج الى حكمة وتروٍ ، ومزيد من الحوار ، خصوصاً بعد حراك تشرين والاداء السياسي المدني الفاشل لقادة الشيعة ، فلابد من مراجعة ذاتية ، و نقد ذاتي “والمغبون من تساوى يوماه ” و سيغبنون لو اعادوا التجربة .
واعتقد انها فرصة عظيمة ان يكون الحوار سيد الموقف. واتمنى ان اكون عند حسن ظني ، وربما الايام تخبأ اشياءً اخرى .
تحليلات ومؤشرات
كثيرة هي التحليلات و المؤشرات في لقاء الصدر – الاطار التنسيقي ، البعض عدَ اللقاء بانه بداية لذوبان جبل الجليد بين المالكي والصدر ، والاخر اعتبره نقطة شروع جديدة للشيعة، لكن المهم في اللقاء ، ليس مجرد المواجهة او الحوار المباشر ، بل هو اشارة الصدر المهمة التي ارسلها للجميع دون ان ينب ببنت شفه ، رسالة في غاية الاهمية ارادة ان يقول فيها ” ان خصومتي ليست مع الاشخاص ، بل من اجل تصحيح المسار الخاطئ” الذي عبر عنه بخلطة العطار .
الصدر حضر وهو الفائز الاول مع الفائزين ليقول لهم ان المصير مشترك وعلينا ان نتحمل المسوولية جميعاً ، انا منكم لا تضطروني الى تقديم تنازلات على حساب الوطن وتشكيل حكومة الاغلبية الوطنية ، كما ذكرهم وبشكل خفي ان حكومة الاغلبية انتم من طرحها ما بالكم اليوم تقفون ضدها ، هذه الرسالة اوصلها عبر تغريدة واضحة على حسابه، ومن ثم في اللقاء بعث برسالة الى الجوار حينما دعا الى اجتماع في النجف، وان تكون النجف هي المرجعية الاولى ، ويعني بكل وضوح انها دينية وسياسية . ولا يعني بذلك مرجعية بعينها وانما هي مرجعية الحنانة ،ومرجعية الميدان
ما اراد الصدر ايصاله للمجتمعين ان تشكيل الحكومة ليس هدفاً وحتى رئاسة الوزراء. ، بل ما يهم هو تصحيح المسار السياسي الخاطئ الذي اوصل الجميع الى هذا الحال ، اذا قال: ” اذا استطعتم ان تشكلوا الحكومة مع الاخرين سأذهب للمعارضة ، وهذه دعوة مبطنة للاطار ان تعالوا معي لتشكيل حكومة اقوى واقدر على اخراج البلد من عنق الزجاجة . كما بدد مخاوفهم بالالغاء والعزل .
لكن ما بقي ان نقوله هل سيقطع الصدر الطريق امام الفاسدين في حكومة الاغلبية التي ينادي بها ، بما فيهم من يحسبون عليه او المتشدقين باسمه ؟