يقين || شاعرة عراقية
ماذا أنا لو لم اكنْ شكًّا ..
ماذا لو أنّني حفرة ابدية
ثقبٌ دودي ..
أو حتى صورة لامرأة عارية
ماذا لو أنّني مجازٌ في قصيدةٍ لشاعر الحقيقة
لو أنني يدٌ مرتجفة .. او قرآن بلا لغة ..
منديلٌ ابيضٌ مرقعٌ كما يدعوني ابي
لو أنّني عارٌ بلونِ الجسد ..
لونٌ يُنسَبُ للأبجدية ؟
و أبجديةٌ لم يحفَظها أحد ..
لأمتثلتُ أمامي
بصدرٍ اعمى
بدائرة مهولةٍ ساطعة
بخشبةٍ على عتبةِ ضياع
بفراشٍ بارد
كامرأةٍ لا تنهشُ لحمها السِّباع
أقولها : من انا ..؟
كنتُ سأكونُ بائع صحفٍ فظ
جنديٌ لا يدري انّ للسلمِ وداع
و الحربُ في وطنهِ تشاع
ربما سجادةُ صلاةٍ مُذنبة
لوحةً فنيةً مرّةُ المذاق
رسالةٌ لم تعنِ الوصول ابدًا
أنا ..
شمسان
الاولى تبكي
و الاخرى غافيةٌ بحضن المساء
لو كنتُ شعرًا ..
لو أنّني تهجيتُ كياني
لكتبتُ لكم من أنا..
لن أكتبَ لي
سأكتب لترددوا
سأكتب حتى تكشفوا
كيفَ زرتُ خيوطَ الكشمير
و أرصفةَ الإسفلت
سأكتب حتى يخشنَ الحرير
حتى أبلُغَ المصبّ
حتى يتلفّت الثبات
و تتزعزعُ الحقيقة
سأكتب
لأنّ النوافذ تنتظرني
و القوافي تهرب مني
أطاردها ..
إذ أنني .. لستُ شاعرة
لستُ امرأةً خارج القصيدة
لو لم أكن امرأة خرجت مِن شقِّ نَفَس
لانصبّت امامي
رياحٌ صدئة
خطواتٍ مخبولة
لوجهةٍ أكثر جنونًا
مرآةٌ لا طاقة لها للإنعكاس
مجددًا : لستُ مرآة و لا امرأة
لستُ ريحًا و لا جنونًا
لم أكنْ ابجديةً
و لا حتى حرف
انا هامشٌ
هاويةٌ
عصفورُ نافذةٍ
هويةٌ تجرّدت منها الجيوب
أنا لونٌ
معتقٌ
باهتٌ
يحتضر
أنا ..
كم قلتُ يا أنا
كم دستُ على حدودِ رغبتكِ يا أنا
كم حفظتك سرًا و إندثر
كم غصصتُ بخيوطِ حريركِ
و كم رتّبتُ حولكِ وساداتِ خَطَر
عومي يا أنا بجدولِ المطر
عومي
سافري
سافري لأقرب لفظة لكِ
يا أنا
آه
كم قلتُ يا أنا