لقاء مع الفنان علي المندلاوي

لقاء مع الفنان علي المندلاوي

 

اجرى اللقاء
امير الخطيب

علي المندلاوي فنان ذاع صيته منذ سبعينات القرن الماضي، مولع بالرسوم الى الاطفال، هل الفنان طفل؟ ام على قدر كبير من الطفوله، اين تاخذك الطفوله.

* عملت في اكثر من بلد حول العالم البلدان العربيه و كذلك الاوربيه، لك تجربه ثرة في لندن مع ” الشرق الاوسط” ما الذي اضافت لك هذه التجارب؟او بصحيح العبارة ما الذي اضفته انت الى هذه التجارب، اقصد عملك في الشرق الاوسط و في ” العربي الصغير” و غيرها من المجلات العربيه؟ اقول هذا لاني اعرف تمام المعرفه انك اضفت الى هذه المجلات من تجاربك الشخصية بما اثريت الفن في العالم العربي و كذلك العالم كله.
– التكوين تم في بغداد ابتداء بمرحلة الطفولة، من خلال الشغف بالرسم، وبمطبوعات الاطفال شغف الغى كل ما عداه من اهتمامات، حتى اني وعندما عبرت عتبة الصف الثالث المتوسط لم اعد اتقبل اكمال دراسة غير الفنون، وكان هذا في حاضنة تشكيلية ابداعية متقدمة جدا، التي هي بغداد سواء على صعيد الرسم لمطبوعات الاطفال ممثلا بمجلتي والمزمار ، اللتان كانتا توزعان في معظم دول العالم العربي وتلاقين الانتشار والنجاح الواسع، او التشكيل عموما.
– ولهذا وبعد اقل من خمسة اعوام من بداية مشواري مع الرسم والنشر في المجلتين ذاع صيتي وصرت أتلقى عروضا لرسم كتب الاطفال من دور نشر عربية في لبنان وسوريا، ومن مجلات الاطفال في الكويت وابو ظبي.
– وعندما اعلنت عن تجربتي في رسم اللوحات الوجهية بجرعة كاريكاتيري بمعرض شخصي ببغداد عام ١٩٨٦ تردد صداها في معظم المجلات العربية التي كانت تصدر من لندن وباريس.
– وعندما التقيت رئيس تحرير مجلة المجلة في لندن في عام ١٩٩٧ خصص الحزء الاكبر من ملحقها لنشر ملف خاص بلوحاتي البورتريه، وكان هذا تمهيدا لدعوة تلقيتها للعمل في جريدة الشرق الاوسط الذي صار الراشد رئيسا لتحريرها.
– بدوره كتب الدكتور محمد الرميحي رئيس تحرير مجلة العربي الكويتية مقدمة العربي الصغير للاطفال مرحبا بمشاركتي في الرسم لهذه المجلة لاول مرة.
– بهذه المقدمة اريد ان اختصر لاقول بان التجربة اكتمل نضجها في العراق، ولم يبق سوى النشر والمزيد من العمل شرقا وغربا.
– الجديد كان في مجال الرسم الحر ، فكانت اولى معارضي الشخصية بعد خروجي من العراق الى عمان.

* فن الكاريكاتير، و انت الاشهر بهذا الفن بين فناني جيلك، اين يضعك هذا الفن؟ و هل هو الاقرب الى روحك و احاسيسك؟
– اصبح فن الكاريكاتير الاقرب الى روحي واحساسي وخاصة رسم البورتريه الكاريكاتيري ابتداء من عام ١٩٨٣ حين رسمت لمجلة( الف باء) بورتريه السياب الذي حقق نشره الكثير من ردود الافعال المرحبة، حتى انها كانت مفاجأة لي شخصيا، وهو ما مهد لاستمرار التجربة والتحضير لاول معرض لهذا النوع من العمل الفني بقصد العرض وليس النشر في الصحافة، وهو ما لم يلتفت اليه اي من الفنانين في العراق والعالم العربي، فكل ما سبق وما اسلف من الانجاز لهذا النوع من العمل الفني كان بقصد النشر، كأغلفة مجلة ( مجلتي) التي حققها باتقان كبير الفنان ضياء الحجار بشكل خاص، ومن ثم منصور البكري على نطاق أضيق، وسبقهما فنانين كبار من مصر ولبنان.
– المنجز كان بمواصفات وتقنيات اللوحة، ومن هنا تحقق الاختلاف، وتم ربما لأول مرة ضم لوحات منها الى مقتنيات متحف فن حديث( المتحف العربي في قطر) ومجموعات فنية شخصية( مجموعة الفنان حسين علي حربة) في ايطاليا، واصبح متداولا عند تناول تداول اسمي في عدد من الصحف ووسائل الاعلام ان يسبق ب( فنان كاريكاتير) بدلا من رسام كاريكاتير!


* ترسم باحساس مرهف، هذا ما نراه من خلال الالوان و الخطوط، هل تعاني عند الرسم؟ ام انك تستمع به فيخرج جملا و فرحا يملا القلوب قبل العيون؟
– ابتهج كثيرا وانسى كل ما عدا مغامرة الرسم مع البدء بوضع الخطوط الاولى لأتماهى تماما كلما تقدمت في عملية الرسم، فأرحل معها الى عوالم مناخ موضوعة الرسم، ومعالجات الصبغات وتفاعلاتها وهي تتداخل وتندمج لتخلق اشكالا اشعر بالحبور وهي تتعانق لتحقق الدهشة التي اصبو اليها.

* كان لك مشروعا ثقافيا اسمه ميديا  قدمت على قاعته الكثير من الفعاليات و المعارض لماذ توقف عن النبض؟  و هل تريد تكرار التجربة؟
– (ميديا ) ذات ابعاد كثيرة ، وكان حلما ومغامرة كبرى لم يكتب لها النجاح لان ظروف تأسيسها لم يكن محسوبا، ولعدم توفر الشخص الاداري الذي يفهم لعبة السوق نظرا لابعادها التجارية.
– كانت لبنة لتأسيس وكالة وطنية لانتاج الرسوم الكرتونية والكاريكاتيرية وفنون الفوتوغراف والرسوم التوضيحية لمطبوعات الاطفال والمطبوعات عامة، وعرضها في غاليري خاص ملحق بالمبنى، بالاضافة الى قسم للتصميم، واجهزة طباعة اوفسيت، ولتكون مركزا لاستقطاب وتدريب الكوادر الشابة في هذه الفنون.
– حققت اول معرض في مبنى الشركة وعلى قاعتها، وكان برعاية مؤسسة المدى بمشاركة معظم رسامي الكرتون والكاريكاتير الناشطين في بغداد كالفنان طالب مكي، والراحل مؤيد نعمة والفنان عبد الرحيم ياسر وانطلاق محمد علي وغيرهم، بالاضافة الى احيال شابة شاركت باشرطة رسوم ماخركة اخاذة تم عرضها مباشرة للجمهور الغفير الذي حضر حفل الافتتاح.
– كما حققت مع مصور فوتوغرافي محترف دورة رائعة لفن التصوير الفوتوغرافي خاص بالاطفال.
– وانتهى الامر مع تطور الاحداث المأساوية في العراق بخسارة مادية فادحة لي.

* انت نحات ماهر و طريقة نحتك تشبه الى حد كبير طريقة رسوم الكاريكاتير، اي انك تجسد الكاريكاتير نحتيا و هذا يتطلب خيال واسع و دراية كبيره في الابعاد الثلاثة، من هم الاشخاص الاكثر تاثير في حياتك الشخصيه حتى عملت لهم منحوتات تخلدهم فيها !!
عذرا هذا المنجز حققه الفنان مؤيد نعمة وقد اخوضه مستقبلا، وسبق ان طرح الفنانين ضياء العزاوي وحسين علي حربة علي لكن ظروفي لم تسمح لي بخوض التجربة.
حققت اعمالا فنية حرة بثلاثة ابعاد في معارض شخصية ومشتركة لاقت الكثير من القبول.

*هل من كلمة اخيره للشباب التشكيلين .
– ان ينفتحوا على العالم، ويخوضوا التجارب ولا يتوقفوا، وكل الوسائل متاحة لهم ليكونوا في قلب التفاعلات المتقدمة التي تجري شرقا وغربا، واهم وسيلة لهم هي اجادة اللغة الانجليزية، فبدونها وبالاعتماد فقط على الترجمة يكون التوصيل قاصرا ان لم يكن مشوها.
– مع تحياتي

(Visited 38 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *