أشجار سعد ياسين يوسف تحلق عميقاً في عمان

أشجار سعد ياسين يوسف تحلق عميقاً في عمان

المستقل / عمان

​​كتب /قحطان جاسم جواد

 احتفى الأدباء والمثقفون الأردنيون والعراقيون في عمان مساء الأحد 7-11-2021 بتوقيع مجموعة ( الأشجار تحلّق عميقاً ) للشاعر د . سعد ياسين يوسف الذي شهدته قاعة المكتبة الوطنية في عمان ونظمه منتدى البيت العربي الثقافي وأدارته المبدعة قمر النابلسي .

   وقدم الشاعر والناقد الأردني عبد الرحيم جداية قراءة نقدية عن المجموعة قال فيها :إن المشروع الشعري للشاعر الدكتور سعد ياسين يوسف يعد مشروعا متواليا، إذ تناولت مجموعاته الشعرية الصادرة بعد قصائد حب للأميرة ك عام 1994م، مجاميع متوالية تشكل الشجرة عنصرا أساسيا في تكوين الديوان، ومن هذه المجموعات “شجر بعمر الأرض”  عام 2002م، كذلك مجموعة “شجر الأنبياء” عام 2012م، ومجموعة “أشجار خريف موحش”، تلتها مجموعة “الأشجار لا تغادر أعشاشها “عام 2016، ثم مجموعة “أشجار لاهثة في العراء”  وصولا إلى عام 2021م حينما أصدر الشاعر مجموعته “الأشجار تحلق عميقا”، ويشي هذا التسلسل لهذه المجاميع، أن فكرة المشروع ابتدأت عام  2002م ،واستمرت في ست مجموعات إلى عام 2021م.

وأضاف ما يطرح السؤال حول عنوان الديوان، هل تحلق الأشجار في الداخل الإنساني العميق، في بوح صوفي رقيق، وتعيش عزلتها وهذا ما نجده في قصائد الديوان، خاصة في قصيدة “ما تحت الرماد”، اما حالة التشظي فقد تكون حاضرة في قصيدة “يابس وأخضر”، ولربما يكون التحليق عميقا هو التحليق عاليا في عمق السماء، ومما يدل على التحليق قصيدته “شجرة التحليق”، وأيضا قصيدة “جذور واجنحة”، وقصيدة “تحليق” أيضا.

وأستطرد قائلاً ؛ بالعودة إلى السؤال ربما يلاقي هذا الاستفسار أجوبة عدة ومنطقية، تتوافق مع ضمير الشاعر، أو يؤولها الناقد، وربما يكون التأويل والتحليل والتفسير في قصائد الديوان دالاً في قصيدة “مشهد مرتبك” التي سبقت قصيدة “اغتيال الخضرة” لنجد القلق الوجودي باديا عيانا في قصائد الديوان، وفي مجمل قصائده، لكن الأمل يبقى معلقا في قصيدة “نخلة وفسيلتان” فهي رمز التعدد والتنوع والانتشار.

التصاق الشعر بطينه وارضه

   وأكد أنّ دراسة ديوان “الأشجار تحلق عميقا”، تحتاج إلى عناية للوصول إلى المتخيل عند الشاعر، وما تصوره اثناء كتابة القصيدة، وكيف تعالق الخلق على الأرض، مع الخلق في السماء، فالطفل المرتعش في مطلع قصيدته ( أقول هو وأبكي) ، مؤشر أول لانفصال الطفل عن أمه، وانفصال آدم وحواء عن الجنة، وعلى عكس ذلك، فهو يؤكد التصاق الشاعر بطينه وأرضه، وقد يشير الالتصاق والانفصال، إلى الذات العميقة حيث تحلق الأشجارفي مساحات مختلفة من ديوانه، كما يفتتح ديوانه بالطين والوطن، فهذا الرسوخ عملي ورمزي، عملي لاستمرار الحياة، ورمزي للشهادة على طين الأرض، ومحتوى الوطن الذي تنبت فيه الأشجار.

ما سر تعلق الشاعر بالاشجار

وقرأ الشاعر سعد ياسين عدداُ من قصائد المجموعة وهي ( عطر أور ، من ألواح الحلم ، شجرة الموسيقى ،شجرتها ) .. فيما قدمت الكاتبة وخبيرة التنمية البشرية قمر النابلسي ملامح من السيرة الإبداعيةللشاعر المحتفى به متساءلةً ما سر تعلق الشاعر برمز الشجرة ؟مستدلة على الجواب بإيراد ما قاله الشاعر في إحدى مقابلاتهِ الصحفيةِ حيث قال :

((… بالشجرةِ أستدلُّ على الحياةِ ، الشَّجرةُ هيَ أنا ..هيَ الإنسانُ هيَ العائلةُ هيَ الوطنُ هيَ البيتُ والقيمُ وهي الحبيبةُ والملاذُ وهي الشَّاهدُ وهي المقتولُ بحزنِ الفصولِ ولذا كانت الشَّجرةُ وبدونِ وعيٍ مني تتألقُ في قصائدي وتتوهجُ معي لتعلنَ عن وجودِها…))

كما أستعرضت الكاتبة قمر رؤى وأفكار الشاعر في العديد من الموضوعات المتعلقة بالإبداع وقصيدة النثر والمرأة في الشعر وغيرها من قيم الكتابة عند الشاعر .

درع البيت الثقافي

  وكان السيد صالح الجعافرة رئيس منتدى البيت العربي الثقافي قد ألقى كلمة أعرب فيها عن سعادته وتشرفه باستضافة الشاعر العراقي المبدع سعد ياسين يوسف مباركاً له توقيع منجزه متمنيا له المزيد من النجاح والتألق .كما شهد الحفل تكريم الشاعر المحتفى به بدرع البيت العربي الثقافي وتكريم الناقد جداية والمبدعة قمر النابلسي بشهادات تقديرية .

جرى بعدها توقيع المجموعة للحاضرين .

  يذكر أن مجموعة الأشجار تحلق عميفاً صدرت عام 2021 في دمشق وضمت 34 نصاً تناولت الهم العراقي والعربي والإنساني ومحاولات البحث عن أجابات للأسئلة الكونية التي تواجه الأنسان .

(Visited 43 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *