عبد العليم البناء
مع إشراقة العدد السابع من (السينمائي) نواصل مغامرتنا الجميلة والمعبرة والدالة، في إصدار مجلة ورقية متخصصة بالسينما. أقول (مغامرة) لأننا شهدنا توقف سابقاتها ونظيراتها عن الصدور، في أكثر من بلد عربي لأسباب عدة، لعل من أهمها انحسار الدعم والتمويل المادي، وهذا ما عانينا منه ونعانيه مع كل عدد، دون أن تفتر وتيرة عشقنا للسينما ولمعادلها الموضوعي (الثقافة السينمائية)، التي كانت ومازالت ديدننا في هذا الإصرار المشروع.
في ظل إصرارنا على أن تحافظ المجلة على هويتها، بإعتبارها مجلة مستقلة شكلاً ومضموناً وغير تابعة لأية جهة، وبرغم جائحة كورونا وانعكاساتها الضارة، إلا أننا كنا ومازلنا نراهن على تفهم ومعرفة المعنيين برسالة وهدف المجلة في تفعيل الحراك السينمائي المتنوع والشامل، الذي يتأصل بإنتاجات ومهرجانات مختلفة، كما يحصل في دول العالم المتقدمة، حيث تشكل المجلات السينمائية ضرورة حتمية لمواكبة هذا الحراك.
وفي وقت حظينا فيه بدعم وتعاون وزارة الثقافة والسياحة والآثار،فإننا نتطلع الى تفعيل هذا الدعم والتعاون بوتائر متصاعدة،وعلى وفق أسس ومعايير جديدة، وفي إطار شراكة ستراتيجية،لكي تتمكن المجلة من القيام بدورها في التوعية والتعريف،بأنشطة وبرامج وخطط الوزارة ودوائرها، في رعاية وتطوير واستنهاض السينما العراقية، واستمرار دوران عجلتها علىأسس سليمة، بما يوفر بناء قاعدة متكاملة لصناعة سينمائية حقيقية تتسع لبناء مدينة سينما طال انتظارها، واستثمار الانفتاح على التجارب السينمائية العربية والأجنبية،، عبر إقامة الأسابيع السينمائية المتبادلة والإنتاج المشترك، بما في ذلك توفير فرص تصوير الانتاجات السينمائية العالمية داخل العراق، حيث المواقع والأماكن الآثارية والحضارية والسياحية والطبيعية المتنوعة، وهو ما يطمح له صناع السينما في العراق بمختلف أجيالهم.
لقد واصلنا مهمتنا الثقافية والتنويرية والتوعوية عبر الكتابات السينمائية الرصينة، لعدد كبير من الكتاب والنقاد السسينمائيين العراقيين والعرب، بتسليط الضوء على أكثر من مشروع، ومنتج،وتجربة، ومهرجان سينمائي عراقي وعربي وأجنبي، وللمرة الأولى تم فتح ملف عن (السينما السعودية) التي باتت غزيرة الانتاج وبدأت تنافس نظيراتها عربياً، مع تكريس ملف العدد للتجربة السينمائية للنجم الكبير سامي قفطان، وحوار العدد للفنانة المتألقة آلاء نجم، دون أن نهمل التعريف بدور ومكانة كلية الفنون الجميلة، في رفد الساحة السينمائية بكفاءات وطاقات واعدة،وتقديم قراءات لبعض الإصدارات السينمائية العراقية والعربية.
يهمنا أن نشير الى الدعم والتعاون المتواصل الذي نحظى به من(مبادرة تمكين لدعم الأنشطة المجتمعية) في البنك المركزي العراقي ورابطة المصارف الخاصة العراقية، وكذلك من نقابة الفنانين العراقيين، ومن المثقف العضوي فنان اليونسكو للسلام الموسيقار نصير شمة، على أمل أن يتسع هذا الدعم وهذا التعاون الى آفاق أرحب من جهات أخرى، وبما يتيح لنا مواصلة مشوارنا وعزمنا، على تقديم كل ما يهم السينمائيين، هواة ومحترفين، من أفكار ورؤى علمية أو فنية أو بحثية تؤازرهم في ترصين ثقافتهم السينمائية والجمالية والإبداعية.