د.رقيق عبدالله
كاتب و مفكر جزائري
إنه الأنا لن يستطيع أن يعيش إلى متى أن يريد، فحتمية الموت تدفع بالبعض إلى إلغائه،هنا لن أطرح ما قاله برنارد شو او حقيقة وضوح ًالموت و حتميتها، لن انطلق فيماهيتها فقد انطق ما قاله أبيقور في جدلية التبادلية، فالموت لا يعنيني البتة، فهو إنوجد، لن أكون موجوداً، وإن وجدت أنا لن يكون هو انا، اتحدث عن موت الانسان في فهمكينونته الاجتماعية و سر وجوده الانساني، أن الانشغال بسر تلك اللحظة الخاطفة التي يتحول فيها الوجود إلى اللاوجود، حول الفيلسوف إلى عابث بسؤال أن مارتنهيدغر حين طرح تحليله الأنطولوجي عن الموت ازال الغطاء الميتافيزيقي عن فكرة الموت،و أعطاه صفة وجودية فينومينولوجي فقط. إن هيدغر رقص مع الموت و دعى بالكينونةوالزمان.
إن موت الانسان هو موته الاجتماعي فاعليته و كيانه أنه هو التهديد الاكثر ألما. أنالتفكك المركزي عبر المنهج الاخير لما بعد الحداثه نقل المجتمع أفرادا و جماعات في علاقةزمانية مؤقتة في عالمهم ليجدون أنفسهم بين قلق هيدغر و إشكالية قلق الخطيئةلكيركيغارد.
إن عيش الإنسان بهذا الكم الهائل من التفكك استحال كل إمكانية الاجتماعية و عدمها فيفردانيته المفككة الطاعية إلى كلية الوجود الإنساني، الرافضة في الوقت نفسه لهذاالوجود الاجتماعي و الانساني و تحول الفرد من خلالها إلى تجربة ذاتية منطلقا بأن لاأحد سيموت عنك، في هذه اللحظة قرر الإنسان جدوى فردانيته و تحمل تبعات همومهمنذ خروجه عن التعاقد الاجتماعي الجاهز في الفرد عبر مواطنته إلى أن لا يكون إلا بك.
أن المنهج الاخير لما تفرضه ادوات ما بعد الحداثة على المستوى التقني و الاقتصادي،السياسي و الثقافي يجعل الموت و الفردانية متلازمان بالزمان ضد الاجتماعي.
فالفردانية في ذاتها هي تجربة الإنسان الذاتية التي قد لا نشاهدها في الخارج عنالموضوع لكن تم تحويلها عبر المنهج الاخير إلى ظاهرة لا يمكن تشخيصها لأنها تمكنتمنا ومهما حاول الانسان الهروب أو المقاومة، الصمود أو التلاشي فإنه وجهاً لوجه أمامحتمية الفردانية المفككة و التي أسست لها الحداثة عبر اختيار بلا إرادة، و دخل الانسانتجربته الأخيرة بمفرده فقط.
و تحول الإنسان الاجتماعي إلى طيف و فلكلور موسمي يصاحبها احيانا و ترك المكانإلى الفردانية الممتزج بالحياة و أسلوبها الخفي الساحر في اختطافنا تحت مسمى الأناو كأن هذا الأخير خلق الجميع لأجله فبقى الأنا و مات الإنسان.