فلاح ابراهيم.. الدراما العراقية ليس لها حل سوى انتاج القطاع الخاص

فلاح ابراهيم.. الدراما العراقية ليس لها حل سوى انتاج القطاع الخاص

في محات بغداد القديمة الواقعة في الجهة الشرقية

  • جانب الرصافة – في شارع الرشيد وتحديدا في
    منطقة)الحيدر خانة( التي كانت تعرف – في العصر
    العباسي- بمحلة سوق الثلاثاء ، وهي المنطقة التي ولد
    فيها غرّيد العراق ناظم الغزالي والذي لهجت باغانيه
    فتيان وصبايا العراق ) كَلي يا حلو من الله جابك( ولد
    الفنان فاح ابراهيم الذي التقته المستقل لتحاوره وتدخل
    معه دهاليز حياته ومشواره الفني .
  • استاذ فاح دعنا نُعيد شريطَ ذاكرتك الفنية ونطرح
    السؤال التقليدي ، متى وكيف كانت البدايات ؟
  • كانت بداياتي الفنية عام 1977 ضمن فرقة مسرح
    الجماهير التي كان يديرها الفنان خضير الساري )رحمه الله(
    وقبل هذا التاريخ كانت لي فعاليات مسرحية أولية في
    المدارس الابتدائية ..
  • وكم كان عمرك عندما ارتقيت خشبة المسرح ؟
  • واجهت الجمهور على خشبة المسرح وانا في عمر
    الخامسة عشر وذلك في عمل مسرحي قدمته مع
    مجموعة من الفنانين هم علي داخل وحسين علي صالح
    وحكيم وستار السعداوي ومنير راضي واخرون ، وقد حاز
    على جائزة افضل عمل ضمن الفعاليات التي قدمتها فرق
    مراكز الشباب في عموم العراق .
  • وانت تجوب البلدان شرقها وغربها ما هي المواقف
    والصور التي تحفز فيك ذكرى الوطن ؟
  • هناك تداعيات نفسية كثيرة يحرضها المكان لتحرك في
    دواخلنا الشعور بالحنين والاسى على الوطن الذي مزقته
    الحروب والمحن وجعلته متأخرا عن ركب البلدان المتقدمة
    التي نجد فيها النظام والخدمات على اكمل وجه وهذا
    الامر يجعلنا نحزن كثيرا على واقع بلدنا الام ،ونتمنى ان
    يكون على هذه الصورة المشرقة التي وجدنا فيها بلدان
    المهجر .. ان الشعور بالحنين يخالجنا بقوة نحن العراقيون
    لما فينا من هوى وارتباط اصيل بالوطن وربما لا استثني
    احدا من من هذا الشعور الاسر ولكن على درجات
    متفاوتة ..
  • يقال : ان اصعب الخطوات التي يخطوها الفنان هي
    الخطوة الاولى التي يقتحم فيها عالم الفن ؟
  • البدايات صعبة دائما ولكن هذه الصعوبات تذلل عندما
    يجد الفنان من يرعاه ويعزز فيه روح المواصلة، وقد
    تلقيت ذلك كله من اساتذتي ومن العائلة والاصدقاء ،
    والدعم الاكبر الذي تلقيته في بواكير حياتي الفنية كان
    من اساتذتي في فرقة مسرح الجماهير الذين عرفوني
    بخصوصيات المسرح والآليات التي ينهض بها المبدع
    ومنها المواضبة على التمرين لذلك منحتني الفرقة
    الدفعة الاولى التي تواصلت بعد ذلك مع تجارب اخرى
    اكثر نضجا وعلى يد اساتذة كبار في كلية الفنون .
  • ما هي التحديات التي واجهتها في بواكير مشوارك
    الفني ؟ وهل ضيق عليك الاهل ام باركوا لك دخول عالم
    المسرح ..
  • لم تواجهني تحديات وموانع تحول بيني وبين هواتي
    الاثيرة ربما واجهت حرصا من قبل العائلة على مستقبلي
    الدراسي كونهم يخشون انصرافي الكلي الى )المسرح(
    والتفريط بالدراسة والتحصيل العلمي .. ولكن العائلة عندما
    وجدوت مني اصرارا على مواصلة العمل في المسرح
    وممارسة هوايتي صاروا يدعموني بقوة ويشجعون
    مواصلتي ..
  • كيف تسنى لك وضع بصمتك الخاصة وتسجيل حضورك
    الفني في بلد مثل العراق تتنازعه الحروب والكوارث ولا
    يولى اهتماما كبيرا للانتاج الفني والابداعي ؟
  • المرحلة التي ظهرنا فيها كانت صعبة جدا اذ كان التلفاز
    العراقي يبث من قناة واحدة وربما كان المسرح اوفر حظا
    منه لتعدد منافذه وقد استطعنا من خلال خشبة المسرح
    اثبات وجودنا ..اضافة الى ذلك ان الانسان الذي يحترم
    الفن ويكرس نفسه للابداع يتمكن من وضع بصمته
    في اصعب واحلك الظروف .
  • التعلم والفطرة يتخادمان ، ايهما – من وجهة نظرك –
    يخدم الاخر اكثر الموهبة ام التعلم وهل يستطيع الفنان
    الاعتكاز على الفطرة فقط ؟
  • الموهبة هي الاساس با شك ولكن الموهبة يلزمها
    الصقل وهذا الامر تؤديه الدراسة والكد العقلي لان الفن
  • كما تعلمين – يستبطن جوانبا علمية ومعرفية لا تدرك
    بالفطرة وحدها ..
  • الفنان العراقي في مواجهة دائمة ودائبة مع ظروف
    وتكاليف الحياة ، كيف واجهت تلك الظروف وهل كان
    لديك ما تعتكز عليه في المواصلة الفنية ام كنت تعمل
    باتجاهين : الكسب المعاشي والعمل في مجال الفن ؟
  • انا اساسا من مدينة الثورة )مدينة الفقراء( واتشرف
    بانتمائي لها لذلك لم اولد وفي فمي ملعقة من ذهب ..
    اما عن الوضع المادي للفنان العراقي فهو ليس بالمستوى
    المطلوب ولو اجرينا دراسة بهذا الخصوص لوجدنا الفنان
    العراقي يعاني من ظروف مادية صعبة. وهذا الامر ما
    عاد مخفيا على الجميع ويمكن بيان ذلك في المقارنة
    بين الاجور التي يتقاضها الفنان العراقي وفنان بلد اخر
    وهذا الامر – كما تعلمين – يؤثر سلبا على عطاء الفنان..
    لذلك انا مع الفن الذي يوفر مردودا ماديا جيدا وينعش
    الفن والفنان .
  • اي من الأساتذة والفنانين قدّرك وقدّم خدمة ونصيحية
    فنية بقيتْ عالقة في مخيلتك ؟
  • انا محظوظ جدا لاني تتلمذت على يد فنانين واساتذة
    كبار في كلية الفنون الجميلة )اكاديمية الفنون( اذ
    تلقيت تعليمي الاكاديمي عام 1982 على يد نخبة من
    المبدعين وهم : ابراهيم جال ، وبدري حسون فريد ،
    وبهنام ميخائيل، وسامي عبد الحميد،وصاح القصاب ،
    وفاضل خليل، وجعفر السعدي ..وقد تأثرت كثيرا في تلك
    المرحلة بالفنان ابراهيم جال الذي كان يشعرني دائما
    ان الفن حياة جميلة ودعوة للحب ..وقد كان هذا الفنان
    الكبير مقبا على الحياة متصالحا مع نفسه لذلك اضاف
    لي الكثير كما اضاف لي غيره كالفنان سامي عبد الحميد
    الذي جعلني اشعر بطاقتي الفنية . ومن الاساتذة الاخرين
    الذي كانت لهم عليّ ايادٍ بيض الفنان عقيل مهدي الذي
    قدمني في تجربة كبيرة )مسرحية الغورلا( كذلك الفنان
    صاح القصاب الذي اشركني في مسرحية العاصفة .
  • من هو الفنان الذي تنسجم معه على المسرح ؟ وهل
    هناك كيمياء بين فنان واخر تساعد على تقوية الاداء
    والادوار ؟
  • هناك فنانون كثر يستهويني العمل والتمثيل معهم
    ومن هؤلاء الفنان محمود ابو العباس الذي اشعر
    بالانسجام الكامل معه في تأدية الادوار التلفزيونية اما
    في المسرح فقد كانت لي تجارب رائعة مع الفنانة سهى
    سالم والفنانة اقبال نعيم وسهير اياد وشذى سالم واسيا
    كمال واخرين ..وحقيقة اجد انسجاما كبيرا في المسرح مع
    الفنان حيدر منعثر الذي اقنعني ان اقدم اعمالا كوميدية
    منها مسرحية )جيب الملك(..عموما انا احتكم للابداع ولا
    اجد مشكلة في التعامل مع الجميع وقدمت اعمالا مع
    اجيال مختلفة.
  • هل لديك حساد في الوسط الفني ؟ وهل هناك من
    يستهدفك ويحاول التصيد في الماء العكر ؟
  • التنافس والتحاسد موجود في الوسط الفني والاوساط
    الابداعية الاخرى ولا يخلو المبدع من محب وحاسد ..وانا
    عموما لا احترم الاشخاص الذين يتصيدون بالماء العكر او
    يحاولون التقليل من شأن
    تجربتي الابداعية ..انا لا التفت الى هؤلاء ولا اوليهم
    اهتماماً لاني امتلك ثقة عالية بعملي ونفسي ولدي
    كذلك ثقة بالفنانين الكبار والجماهير التي قيمت تجاربي
    الفنية..
  • ما رايك بالفنانة العراقية ؟ هل حققت حضورا مميزا
    في عالم الابداع ؟ وهل كان لها وجود فاعل في الوسط
    الفني ؟ واي من الفنانات تجد فيها الحضور الابداعي
    المميز..
    -الفنانة العراقية مبدعة وشجاعة وعظيمة ويشهد بذلك
    حضورها المميز في المحافل الفنية وحصولها على
    الجوائز ، ولكن الفنان العراقية مظلومة جدا في مجتمع
    تحوق به الصعاب وتكتنفه المشاكل الاجتماعية الكثيرة
    ..ويجري عليها ما يجري على زميلها الفنان الذي يعاني
    من الظروف المادية الصعبة خصوصا وان الفنانة يلزمها
    الملبس الجيد والسكن المرفه الذي يليق بها ويهيء
    لها اجواء الابداع والتواصل الفني…وهذه الاشياء للاسف
    الشديد غير متحققة في العراق .
  • ما هي الاعمال الفنية التي تعتز بها وتعواد مشاهدتها
    دائما ؟
  • كثير من الشحصيات التي اديتها على خشبة المسرح
    وفي السينما اعتز بها ..وانا اشاهد اعمالي دائما واكرر
    مشاهدتها وقد ينتابني التعب والاجهاد من تلك
    المشاهدات كوني امارس نقدا ذاتيا على اعمالي واراجع
    ادوارها. واحيانا اتمنى انضاج تلك الاعمال وتأديتها مرة
    اخرى وبطريقة افضل ..
  • من يعجبك من الفنانين العرب والفنانين الاجانب ؟
  • كثير من الممثلين العرب يعجبني ادائهم ومن هؤلاء
    محمود مرسي ،ومحمود عبد العزيز ، عبد الله غيث ، يحيى
    الفخراني ..اما من الاجانب فيعجبني :
    آل باتشينو ، وجاك نيكلسون ، ومارلون براندو..
  • اي الشخصيات والادوار يجد فيها الفنان فاح نفسه
    ويحب تجسيدها..
  • انا اتمنى دائما الحصول على شخصيات غريبة ذات اجواء
    نفسية وفعل نفسي خاص وفيها فرصة كبيرة للفنان ..انا
    احب ادوار الشر وادوار الكوميديا واعتقد اني قادر على
    ادائها بشكل جيد ..
  • هل انت راضٍ عن اعمالك الفنية وهل حققت طموحك
    الفني ؟
  • الفنان الحقيقي لا يرضى عن نفسه ولا يكتفي بحدود
    معين او افاق خاصة لابداعه لان الابداع قرين الحياة وما
    دامت حياة الفنان مستمرة عليه ان لا يتوقف ولا يحد من
    طموحه ..
  • البيت والاولاد مصدر الهاء ام الهام لك وهل هم سند
    مشوارك الفني ..
  • انا بدأت كفنان قبل ان تكون لي اسرة ولكن الاسرة
    عامل مساعد للابداع خصوصا اذا جعل الفنان من اولاده
    واسرته متذوقين للفن ..
  • هل توجد لدى أولادك ميول فنية ؟ وهل تقبل دخولهم
    عالم الفن والتمثيل ام تعارضهم لصعوبة الحياة والمجال ؟
  • اولادي لديهم ميول فنية ولكنهم لم يختاروا الفن
    كطريق لهم وقد خاضوا تجربة التمثيل .. ولدي تيسير
    مثل مسلسلتين ومنتظر هو الاخر مثل اعمال مسرحية
    ومسلسلتين ولكنهم في الاخر اختاروا اشياء اخرى
    يعتقدون انها ستطور حياتهم بشكل افضل..
  • حدثنا عن تاريخ و مكان الولادة والاماكن التي يحن
    اليها فاح؟
  • ولدت في مدينة بغداد- منطقة الجديد حسن باسا
    في الحيدر خانة عام 15 / 9 / 1962 ، وفي هذا المكان ولد
    الفنان الكبير ناظم الغزالي لذلك اشعر بالسعادة والاعتزاز
    اني ولدت في المحلة التي ولد فيها ناظم الغزالي ..اما
    المنطقة التي احن اليها دائما هي منطقة الكريمات في
    الصالحية التي نشأت ودرجت فيها ..
  • حدثنا عن والدك ..هل كان مساندا لك في بواكير
    رحلتك الفنية ..
  • والدي كان انسانا بسيطا واهلنا على الرغم من بساطتها
    واميتهم كانوا مؤمنين بنا وباختياراتنا لذلك لم يعترضوا
    على تطلعاتي وحبي للمسرح ..ولكنهم كانوا يخشون عليّ
    من الانقطاع التام للمسرح واهمال الدراسة ..
  • استاذ فاح هل لديك ما تريد اضافته ليكون مسك
    الختام لهذا الحوار الجميل .
    احب اضافة شيء وهو ان الدراما العراقية ليس لها حل
    سوى الانتاج التجاري الخاص .. انا اعتقد انه لا يتطور الفن
    ما لم يؤخذ بنظر الاعتبار الجانب التسويقي والتجاري.
    وهذا لا يعني ترويجا للفن الهابط ولكن للغن الذي يكفل
    فيه العمل احتياجات الفنان ومتطلباته….واخيرا اتقدم لك
    بالشكر الجزيل على هذا اللقاء واتمنى ان تكون اجاباتي
    مريحة وصادقة …
(Visited 28 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *