قصيدة
نيسان سالم
مثل كل النباتات
كنتُ أحتاج الضَّوء، والماء
والتربة الصالحة لرأسي الفاسد
كنتُ سآخذ حيزًا بسيطًا من هذه الحياة
ربما أمام النافذة
في حديقة خلفية
وربما في غابة بعيدة من خيالي
بدورة حياة قصيرة جدا
آخرها قطفي لأكون في يد إحدهم
لكنهم اقتلعوا جذري قبل أن أزهِّر،
وها أنذا، ملقًاة في غرفة وحيدة
بلا ضوء… ولا جذر.. ومن دونه
٠٠٠
قديمًا
كنتُ صبارة
وشوكي ما يزال عالقًا على أجساد أحبتي
رغم أنني كثيرًا ما تمنيتُ أن أكون سُنبلة قمح
مضاعفةٌ لمن يشاء
أحبتنيَ الصَّحراء،
بسبب طباعي العنيدة،
وأحبني أذار
لأني أكون فيه في ذروة الانتشاء
ولا أعلم لم رغم كل هذا
لا أزال أشعر أنني أنتمي لأراضي القمح.
ورغم أنني مقطوعٌة من الجذور
إلا أنه لا عداوة بيني وبين المناجل
لطالما رغبت بالاحتفاظ بنصف واحدة فقط مني
أقول للمنجل هاك جسدي، ولكن دع الرأس
فأنا أعتِّق فيه الكثير من الأصوات،
إلا أن نصفي الخبيث ينمو مرةً أُخرى
رغم فسادي وتمردي
كنتُ سأكون سنبلة قمحٍ صالحة،
لو أنني وجدتُ تربتي
ولو كان عندي الضَّوء والماء ويداه.
لربما أصبحت وطناً وملاذاً لكل من كفر في هذه الحياة ٠٠٠
هامش
الحب، هو أن أخطأ بينك وبين المدن
التي أحب
حتى تشملنا المأساة بعدل
كما القصص التي لم تناسبها النهايات
تركت كل شيء خلفي ونسيت الأذى والمكان لأحظى بالشيء الوحيد الذي ينتشلني من سوء هذا العالم الخرب
ودون أدنى ندم
وكأنني أخر قبرة من سلالة منقرضة في منافي العدم ٠٠٠