وسام سباهي || كاتب وشاعر عراقي
الصراع بينَ النوعَ الشعري والكم الشعري افرزَ جيلا” سابقا” منتصرا” في فترتهِ الزمنية التي عاشها
وامتدت مسافاتهِ الطولية من خلال نهضة الفن والموسيقى واقتناء الألحان التي كانت بمثابة مومياء
حافظت على جسد النص من التفسّخ بالرغم من قلة عدد ذلك الجيل وكثرة اللوحات الجمالية التي يحتويها النص الواحد
والاكثر من ذلك هوَ نوع الحُقبة الزمنية والسياسية والتوجهات وتنوع وتعدد الثقافات والاختلاط والتلاقح الفكري فيما سلف والعمل بجديّة على إيصال صوت النص من خلال النوافذ الضيقة جدا”
حتى تكللت جهودهم الكبيرة بعددهم القليل بنجاحٍ واضح لا سيما انّ الجميع من الجيل الحالي والاسبق مرحليا” لا يعي الفرق بين الحداثة والحداثوية والسياقات الروتينية في كتابة النص الحديث والاسفاف في الطرح وتسفيه المضمون من خلال رداءة النصوص المستنسخة من الجيل الذهبي الذي ازاح الستار عن النص وجمال السريالية والرمزية التي دثرتها النصوص المُعسكرة في فترات الحروب التي توالت بعد فترة السبعينات
والجدير بالذكر ان الصوت الغنائي واللحن المواكب لذلك الجيل كان بواية لتصدير النص بفكرته واحساسه وعقيدته ومضمونه والابعاد النفسية والسياسية والاجتماعية التي كانت مقترنات مع بعضها في تلك الفترة
اما الحديث عن الجيل الذهبي فهوَ جيل واكب النص ولم يواكب الفترات الزمنية السالفة ، ولم يتعكّز على روحية وموضوع ومفاهيم الجيل السبعيني السابق لكنّهُ خلقَ روحا” من روحٍ أخرى
واستطاع ان يستمر بإيجاد المساحات الذهنية لتلقّي نتاجاته من خلال صنع متلقّي يستطيع تحليل وتفكيك الجملة المعقّدة وتأويلها الى حيثُ يشاء الكاتب ، ولا يخفى على الجميع صعوبة المرحلة التي تمّخضت منها هذهِ التجارب التي عاصرت عصر السقوط والنهضة بثقافات السوشل الميديا التي شوّهت الكثير من المفاهيم والاسس التي سار عليها الكثير من شخوص النص الحديث
السوشل ميديا واختيار الطُرق السريعة للوصول الى
الاذواق الرديئة جعل المنافسة بين الرديء والرديء
واقصاء ما هوَ جيّد من جمال الشعر ورصانته
وهذا من اهم الاسباب التي حاولت وتحاول قتل
روح النص .