د.علي موسى الموسوي/ كاتب عراقي / النرويج
مِثلُ أي لعبةٍ وجودية، يُمارسها اثنان وفِي نهايتها يصل الرابحُ وحيداً، هكذا ينتزِعُ الحُبالإنسان من وحدتهِ الباردة انتزاعاً لا شعورياً لكي يُقدم له حرارةَ الحياة المشتركة علىطبقٍ دافء، هو طاقةٌ متجددةٌ وإنتاج ومدرسة يتعلمُ فيها كلّ عاشقٍ لغة لا تشبهُها ايُ لغةٍأخرى في العالم، فضيلةٌ نسمو بها انفسنّا عن العبثِ والتهريجِ والابتذالِ العاطفي الكفيلبتحصينِ عقولنا من الضياعِ والتبعثرِ الفكري، دعوة نبيلة تُقدمها للمنكسرين حينيفقدونَ شهيةَ الحياة، وأُخرى للحُلمِ حين يفقدون المعنى، وثالثةٌ تخص اللجوء إلى قلبكحينما تُغلق القلوب ابوابها في وجوههم، ثمّ لا تنتظر المقابل، لان الحبُ هو كينونتكوانتصارُ إنسانيتكَ على آدميتك، وهذا شرطٌ لجلِّ المعانِ الساميةِ والمرتبطةِ ارتباطاً مباشراًبروحِ الإنسانِ وجوهره، وهنا أعني انتصار الكينونة العليا للإنسان على دونيتهِوحيوانيتهِ لأن الحبّ والكراهية ضدان لن يجتمعان في ذاتِ القلب..
صدقني، لا شيء أسهلُ من الكراهيةِ وهوياتها السوداويةِ المتفرعة، أما الحب فهو بحاجةٍلروحٍ عظيمةٍ وتتسع الجميع، ولولا المحبة في جوانحهِ ما اصبحَ الأنسان إنساناً لأن تلكالمرتبة الرفيعة تفرض علينا محبة الجميع دون قيدٍ او شرط، بإعتبارها الخطوةُ الأولىللمحافظةِ على الانسانيةِ المودعةِ فيك، لذلك لا تبادلْ الكراهية بالكراهيةِ مع أحدٍ، احرِجهبالطيِب المخبوء ليُصبحَ بين أمرين: إما أن يُكفيك شره، أو يخجل من شرهِ.