كتب رياض الفرطوسي
كانت اللغة منذ الاساس اداة للتواصل الاجتماعي‘ وللتعبير عن حاجات وافكار ومشاعر. يحتفل كل عام في الثامن عشر من شهر كانون الثاني‘ في يوم يطلق عليه ( اليوم العالميللغة العربية). اللغة العربية واحدة من اللغات المهمة والمعروفة في العالم. كانت منتشرةفي اليمن والعراق حتى استقرت في الحجاز. وازداد حضورها فيما بعد حين اصبحت لغةالقران. وقد مرت هذه اللغة بمراحل من التطور. حيث كانت تكتب غير منقوطة وخالية منالحركات. الى ان حاول ابو الاسود الدؤلي ومن اجل المحافظة‘ على لغة القران من وضعالفتحة والكسرة والضمة. ولم يكن يستخدم هذا الشكل الجديد الا للقران. ثم جاء بعد ذلكالخليل بن احمد ليضع علامات جديدة على الحروف. ورغم تبدل الكثير من الاشياءوتغيرها. الا ان اللغة بقت محافظة على صلابتها وقوتها وتماسكها. تحطمت سلالاتومدن وممالك لكن اللغة استمرت صامدة. لذلك لا بد من الالتزام بقواعد اللغة وعدم الخروجعليها. (ولا اجتهاد مقبول في الخطأ )‘ هذا ما يقوله اساتذة اللغة والنحو. حتى تحولتهذه القواعد الى ما يشبه السلطة. السلطة تعيد وتكرر وتجتر وتفرض وترهب وتحكموتوصم وتقصي. لتصبح سوطا قاسيا ليس للتصحيح وانما للتجريح. وهناك من همعلى استعداد لأن يؤرشفون لك كل اخطاءك النحوية والاملائية. وزلاتك العفوية البريئةوينصبون لك مقصلة واحكام سريعة. لكنهم لا يتوقفون عند لغتك وفكرك وحساسيتكوخيالك والغريب انه لا احد يتوقف عند مناخات الاخطاء السياسية الكبرى التي لا تغتفر. حروب ومجازر واغتيالات وقمع وذبح وفاشية وتصفية الرفاق والغدر‘ ( والموت كنظريةحياة ). هناك قادة وملوك لا يستطيعون التفريق بين حرف الالف ورقبة البعير لكنهميملكون السلطان والمال والقوة‘ ويسخرون الكتاب والصحافة واللغة لمشاريعهم. ولم يظهرلنا من يكتب او يسجل عليهم اخطائهم السياسية‘ ولا النحوية ولا الاخلاقية. خلاصةالفكرة ان المشكلة ليست في اللغة ولا نحوها فحسب لكن في العقلية والذهنية وزواياالنظر للاخر.