قبل أيام وجّه لي أحد الصحفيين الرياضيين الشباب سؤالا اراد
من خلاله معرفة كيفية ان يكون الصحفي والاعلامي حياديا
في حبه وعاطفته وتشجيعه للفريق الذي يهواه ويشجعه .. وما
تأثير ما يقوم به من حب وتشجيع على ثوابت المهنة الصحفية
واخلاقها ومبادئها وأساسياتها في الحياد والنزاهة والالتزام
السلوكي والاخلاقي .. خصوصا وإن الكثير من الصحفيين
العاملين في وسائل التواصل الجماهيري توجّه إليهم انتقادات
مختلفة أساسها أنهم يفتقدون الاهتمام بالسلوكيات الأخلاقية،
ومن ثم يفتقدون التزاماتهم المعنوية ، على الرغم من أن
هناك إستثناءات تشمل الكثير من العاملين في ميدان الصحافة
ممن لا تنطبق عليهم هذه الانتقادات ..!
حول تلك الهواجس التي رسمتها مخيلة زميلي الشاب جاءت
اجابتي لأقول له …
ياعزيزي .. قبل كل شيء إن الصحفي هو انسان لديه مشاعر
واحاسيس وعواطف جياشة ، ويرتبط عطاءه بما تعكسه بداياته
من خطوط التربية والتواصل مع المجتمع سواء في المدرسة او
الكلية او العمل الحر..! خصوصا أيام نشأته الاولى التي رسمت
له طريق حياته وعلاقاته وارتباطاته وبدأت بتكوين شخصيته
.. فهنا لابد من التوقف مع موضوع )الرغبات والمشاعر
والهواجس ( … وبهذا نجد ان البدايات لكل انسان هي من
تحدد مساره في العمل والعطاء والرغبات ..
فلابأس أن يكون لكل صحفي عاطفة من الحب التي تميل نحو
تشجيع فريق معين وهذا حق له ، لكن بالصورة التي يعبر
فيها عن مهنيته والتزاماته في العمل الصحفي التي تعكس
عن مبادئه واخلاقه ،وأن لايخالف قواعد السلوك المهني ليعلن
وبصورة فاضحة عن تشجيعه المتعصب لهذا النادي او ذلك
الفريق ما يتسبب بفقدانه لعدد كبير من قراءه … فالتشجيع
هنا ليس عيبا او منقصة لدى الصحفي لكن يجب ان يكون
بشرطه وشروطه.
أنا صحفي ..أنا حيادي
(Visited 3 times, 1 visits today)