نقترب من الذكرى ال 30 لحرب الخليج 1991 . وسأبدأ اعتبارا من اليوم بعرض سلسلة
وثائق عن الغزو العراقي للكويت ، وما تاه مستفيدا من ارشيف رئيسة الوزراء
البريطانية السابقة مارغريت تاتشر.
هذا الارشيف ضخم ومفيد جدا وقد اكتشفت انه متوفر على الانترنت منذ اشهر.
وقد عرضت عشرات من وثائق بداية الحرب العراقية الايرانية في شهر ايلول/سبتمبر
الماضي مستندا اليه.
وثيقة اليوم هي رسالة ارسلها الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الاب الى ملك
الاردن حسين في 11 كانون الثاني 1991 . في الرسالة يقول بوش ان الوقت ينفذ
على العراق واننا الان في نقطة مصيرية. ويقول بوش ايضا ان العراق لم يظهر اي
مرونة وعبر عن خيبة امله بنتائج لقاء طارق عزيز مع الامين العام للامم المتحدة
خافيير دي كويار. كما عبر عن انزعاجه من رفض طارق عزيز تسليم رسالته لصدام
حسين خال لقائه مع وزير الخارجية الامريكية حينها جيمس بيكر في جنيف. وابدى
امتعاضا مماثا لتهديد طارق عزيز العلني لاسرائيل.
في الرسالة يتطرق بوش لالتزام الولايات المتحدة بامن الاردن. ويختتم بان الموعد
النهائي الذي حدده قرار مجلس الامن للانسحاب العراقي يقترب وان الولايات المتحدة
تستعد استنادا له )تستعد للحرب(. وهناك فقرة اخيرة تتعلق باجراءات عملية بين
الاردن والولايات المتحدة لا تزال سرية وبالتالي حجبت من نص الرسالة.
لدى الكثير من العراقيين اعتقاد خاطئ بان طارق عزيز كان شخصية )جيدة( في
نظام صدام. هذا الكلام يعرف خطأه كل من عمل مع هذا المجرم وكل من ارخ
لهذه المرحلة وعاشها. طارق عزيز كان الدجال الاكبر الذي نفخ بصدام منذ ان كان
نائبا والى اخر لحظة. كما ان الرأي القائل بانه لم يتورط بجرائم غير دقيق ايضا.
ويكفيه ونحن نتعرض لحرب الخليج انه رفض اداء مهامه بتسليم رسالة في غاية
الاهمية من رئيس الولايات المتحدة لصدام. وبعد سقوط سيده صدام كان طارق
عزيز اول من سلم نفسه بعد ان تعهد بالقتال حتى الموت.
ولو كنت محل الحكومات العراقية المتعاقبة بعد عام 2003 لنفذت حكم الاعدام به
لانه استحقه. دفع العراق والعراقيون ولا زالوا يدفعون ثمنا باهضاً لحماقة غزو الكويت.
مع اقتراب الذكرى ال 30 لغزو الكويت: رسالة جورج بوش الاب للملك حسين
(Visited 8 times, 1 visits today)