حين يصاب المرء بمرض ما ندعوا له بالعافيه، العافيه هي التعافي من ذلك المرض، لكن حين يصاب المرء بمرض في انسانيته! هل يمكن ان يتعافى؟ هنا يجب ان اعرّف الانسانيه اولا ” القدرة على تجاوز الانانية” نعم يمكن ان يتعافى من هذا المرض ويحدث كثيرا حين يتغير المكان و كذلك الزمان للشخص، نعم هذه حسنه من حسنات الهجره، ربما لا يعرفها من لم يجرب.
فلولا الهجرة لما كان تاريخ للانسانية، و لولا الهجرة لما كان التطور و الرقي و تلاقح الثقافات، و لم تكن حضارة انسانيه ابدا،انا هنا اعني الهجره الداخليه و الخارجيه معا، و هكذا يبدأ الانسان في تطوير ذاته و التي بالضروره تنعكس بسلوكه علىالاخرين.
شخصيا انا استعدت عافيتي الانسانيه بعد ان خرجت من العراق سنة ١٩٨٦، فوصلت الى فنلندا شعرت بوجودي كشخصموثر له رأي و له كيان مستقل عن الاخرين، و له معنى، استطيع ان اعمل ما احب دون اكراه او دون الركض وراء لقمة العيشو التي هي حق اساسي من حقوقي الشخصية، فبدءت رحلة الحياة، وًكاني ولدت من جديد، لم اكن اعرف انني وسط حاضنةيمكن ان اطور ما اريد تطويرة او بناء ما استطيع بناءه.
اصبحت اجد نفسي في ذاتي، لا في الاخر، الاخر المستلف ” كوني انا ابن فلان او من نسل فلان“، او الاخر العشيره اوحتى الاخ الاكبر، في حين يعتمد الكثير من ابناء جيلي على المستلف او العشيرة او على الاخر في استغلاله كونه اداة تنفيذلا اكثر.
عودة الى السؤال الاول، هل يمكن ان يستعيد الانسان عافيته الانسانيه؟ اقول لو لا المحرك الذاتي و الارادة الذاتيه لا يستطيعالفرد استعادة عافيته الانسانيه. فعلى الافراد تقوية فردانيتهم لا انانيتهم، الذات و المعنى معا هي التي يجب ان تجتمع عندالانسان.
امير الخطيب