علاء الخطيب
التهديد بقصف الامارات بالصواريخ الباليستية خبر ينم عن جهالة سياسية وعبثمتخلف، لا يمكن ان تسربه جهة عاقلة او متزنة . فضلاً عن انها تضع نفسها بموضعالخارج عن القانون وعن الدولة وتؤكد ما يُتداول عنها من انها جهة السلاح المنفلت، الذييسخر لاغراض خارج حسابات الدولة والوطن .
تهديد الامن والسلم الوطني بهكذا تصريحات فجة يُعد جريمة ، لابد ان يعاقب عليهاالقانون، وان مطلقها لابد ان يخضع للقضاء لاستجوابه.
السلاح ليس وسيلة العقلاء ، ولن يكون حلاً في فض النزاعات والاختلافات.
فلو شهر بعضنا سلاحه بوجه الاخر في اي اختلاف سنقرأ على مجتمعنا وبلدنا السلام.
ان اثارة الفوضى والتهديد والوعيد لن يأتي لصالح الخاسرين ، بل سيؤلب المجتمعالدولي و الداخلي عليهم .
وان توزيع التهم لهذا الطرف او ذاك من خلال الاعلام سيفقد مصداقيتنا .
ولو افترضنا ان هناك تدخل اماراتي وان هناك ادلة على ذلك ، فالرد يجب ان يكونحكومياً وبالطرق الدبلوماسية، وليس عبر برامج ” الشو ”
لو سلمنا ان الامارات كانت وراء الخسارة لبعض الكتل في الانتخابات ، فهل منالمعقول ان تنطلق مثل هذه التصريحات المقيته التي لا تعير حساباً للامن والسلام فيالمنطقة ، ولو سلمنا كذلك بأن الامارات زوَّرت أو تلاعبت في النتائج ، ألا يجدر بالجهاتالخاسرة ان تقدم لنا دليلاً مادياً على هذا التزوير .
ان البحث عن شماعة لتعليق الهزيمة والضعف عليها دون النظر الى الاداء السياسيالسيء الذي قدمه الخاسرون ، والكم الكبير من الاخطاء التي ارتكبتها الكتل والاحزاب المهزومة ، عمل غير منطقي وهو وسيلة العاجزين ، والمعوقين عن النقد الذاتي.
خصوصاً وان الجهات المعترض جهات دينية تردد يومياً الحديث القائل : ” حاسبواانفسكم قبل ان تحاسبوا ”
كلنا يعلم ان هناك خطايا وتقصير وفساد رافق العملية السياسية وان هناك استغلالللاموال والمناصب ، لذا لم تكن الاجواء ولا القاعدة الشعبية للخاسرين مهيئة للفوز بلالعكس تماماً ، فالخسارة كانت استحقاق انتخابي وخيار شارع.
وربَ قائل يقول: بعض الكتل والتيارات، ارتكبت نفس الاخطاء ووقعت بمستنقع الفسادوتقاسمت المناصب ، واستولت على الاموال ، لكنها فازت ، بل حققت انتصاراً غيرمسبوق، فما هو السبب ؟
للجواب على هذا لابد لنا من الاشارة الى ان الشارع انقسم الى ثلاثة اقسام ، الأولصوَّت للقوي ” التيار الصدري” والثاني صوَّت للناجح ” تقدم و والديمقراطيالكردستاني ” ، والثالث صوَّت للجديد ” التشرينيون“ .
والبقية كانوا مشتتين، اذا جاءت النتائج مخيبة للبعض .
ثلاثية ” القوة والنجاح والتجديد” هي المعادلة التي تحكمت بالانتخابات، ومنها ربماسيبدأ التغيير الذي يطالب به الشارع .
وربما ستكون هذه المعادلة بالمستقبل هي المعادلة الاكثر قبولاً بين العراقيين ،
نحن نحتاج الى النجاح فقد سئمنا الفشل ، ونحتاج الى القوة فقد كرهنا الضعف ،ونحتاج الى التجديد فقد مللنا القديم المنتهي الصلاحية .
ونحتاج الى العمل فقد شبعنا من الشعارات ، والعنتريات .
منذ عقود والعنتريات شغالة، ومنذ عقود ونحن ندفع ثمن المهاترات والبطولات الزائفة ونهتف للابطال الدونكيشوتيون ، الذين يريدون محاربة العالم بسيوف خشبية .
فمن اراد ان يوقف التدخل الخارجي عليه ان يبني بلده ويقوي جبهته الداخلية ليقطعالايادي التي تريد ان تعبث بامنه واستقراره ، لا ان يستعدي العالم ضده.