التهافت على سوريا بين الرضى والإجبار

علاء الخطيب

تتهافت الدول ومسؤوليها على دمشق ، حتى قبل الاعتراف بالحكومة السورية الجديدة ، و إمتدت جسور المساعدات المالية والعينية من الدول الشقيقية والصديقة .

وماهي إلا أيام على سقوط النطام حتى امتلأت الأسواق بالمواد الغذائية  وارتفع سعر صرف الليرة ، وباشرت  الخطوط الجوية رحلاتها ، وسارعت  العواصم بفتح سفاراتها .  وتهافتت القنوات العربية والأجنبية على قائد هيئة تحرير. الشام لتحصل على السبق الصحفي.

وقدم العراق نفطه كعربون حسن نيه وصداقة ، واعلنت قطر عن تسيير  ثلاث رحلات  يوميا  بين الدوحة ودمشق ، وقدمت  الكويت مليارات الدولارات كمساعدات واستثمارات، والمملكة العربية السعودية لم تبخل بعطائها على السوريين ، فيما  راحت المانيا وفرنسا وامريكا وبريطانيا بتقديم المساعدات  لدمشق .

وبين ليلة وضحاها تحول الوضع من الحذر إلى الدعم.

ويتسائل البعض عن هذه المواقف الدولية تجاه سوريا الجديدة ، هل جائت برضى المجتمع الدولي او بالضغط الأمريكي ؟

وبرغم احتلال اسرائيل لجبل الشيخ وللأراضي السورية في الجولان ، فأن العالم صمت تماماً عن  الاحتلال وانشغل بتقديم المعونات .

يقول البعض ان  قبول هيئة تحرير الشام باحتلال جبل الشيخ وقرى الجولان كان ثمنه هذه المساعدات السخية لدمشق ، ورغم الخطوات التي قام بها قائد هيئة تحرير الشام  احمد الشرع    ابو محمد الجولاني ” وتعيين قادة أجانب في الجيش وتغيير للمناهج ، وإسباغ لون واحد على الحكومة وعدم مصافحة وزيرة الخارجية الالمانية، وإظهار الصبغة الإسلامية على الحكومة، إلا ذلك لم يمنع واشنطن من دعمه وإسناده ، ولعل ما تناقلته الاخبار في زيارة وزير الخارجية الأمريكية. انتوني بلينكن لبغداد وعمان و قوله للسوداني بمد الجسور  ودعم الجولاني يؤكد ما يذهب اليه الرأي ان هناك حالة من الضغط التي تمارسها واشنطن لدعم دمشق .

ففي بداية التغيير في سوريا ، كانت  مواقف كل من السعودية ومصر والإمارات والعراق غير واضحة وربما كانت حذره ومتخوفه ،  وحتى المانيا و فرنسا اللتان قالتا ان اعترافنا بالواقع الجديد يعتمد على شكل الحكومة الجديدة. وتعاملها مع الأقليات ، لكنها جائتنا إلى دمشق وقدمتا المساعدات ، وزادت فرنسا في ذلك في تصريح وزير خارجيتها بان فرنسا مستعدة للمساعدة في كتابة دستور سوريا الجديد .

هذه التحولات في المواقف لم تكن عفوية ولم تكن بناءً على تغيير في سياسة دمشق  تجاه الأقليات  او شكل الحكومة القادمة التي لم ترى النور بعد ، بل هي ضغوطات أمريكية وتركية على بعض الدول .

ان تصريحات احمد الشرع الأخيرة عبر احدى القنوات العربية ، بإرجاء الوضع إلى اربع سنوات قادمة حتى تتضح صورة الحكومة الجديدة ، تظهر ان الوضع في سوريا سيبقى على ما هو عليه الان ، وان من يحكم سوريا هو احمد الشرع وهيئته، فلا توزيع للمناصب ولا ديمقراطية ولا انتخابات  ولاهم يحزنون .

  


مشاركة المقال :


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *