عادات وتقاليد بغدادية جذورها سومرية وبابلية” !!  مصطفى الغزي

عادات وتقاليد بغدادية جذورها سومرية وبابلية” !! مصطفى الغزي

تميمة السبع عيون وذات العين الواحدة الزرقاءعادات وتقاليد بغدادية جذورها سومرية وبابلية” !!

مصطفى الغزي

     الإنسان سجين عادات وتقاليد مجتمعه الموروثة، فلا يُمكن أن نرى الإنسان بلا عاداتوتقاليد، بل إن أي شيء يفعله الإنسان أكثر من ثلاث مرات يصبح عادة، وتُعرف العاداتوالتقاليد على أنها مجموعة أفعال وأقوال يطبقها أفراد المجتمع بشكل متكرر فتصبحمظهر من مظاهر السلوك الجماعي، ويظهر الأفراد فيه خضوعهم لتلك العادات والتقاليد،لأنها تستمد قوتها من فكر الجماعة وعقائدهم.

      هُناك الكثير من العادات والتقاليد البغدادية يتفاءل بها الناس فاعتادوا على قولهاوفعلها، وابتعدوا عن أفعال وأقوال أخرى من باب التشاؤم دون أن يعرفوا أصولهاوجذورها الأولى، والحقيقة لا يمكن أن نُحدد تاريخ نشوء العادات والتقاليد المجتمعية،فهي قديمة قدم التجمعات الإنسانية الأولى، ويمكن أن نقول في كل مجتمع وفي أي زمانومكان تنشأ العادات والتقاليد، وقد كُتب لكثير من العادات والتقاليد أن تنتقل منمجتمعات السومريين والأكديين والبابليين والآشوريين إلى مجتمعنا الحالي، وذلك لأنالإنسان كائن اجتماعي بطبيعته، أي أنه يحب العيش في جماعات ومجتمع وسطعادات وتقاليد وموروث ثقافي، فلم نسمع يوماً أن شخصاً بمفرده أقام حضارة، ولكنالجماعات هي من تُشيد الحضارات وتنتج عنها ثقافات وعادات متوارثة، كما أن الأعراقوالأجناس المجتمعية في كل زمان ومكان تختلط وتتجانس بعضها مع البعض الآخر،وللبيئة أن تُطبّع تلك المجتمعات التي تسكن في منطقة جغرافية معينة بطباع متشابهةإلى حدٍ ما، فضلاً عن أن المجتمعات التي سكنت العراق منذ القدم لم تنقطع عنه، بلتواصلت مما جعل الموروثات تترسب وتنتقل عبر الأزمنة المختلفة من جيل إلى آخر فيبقىالإنسان: “سجين عاداته الموروثة“.

      من أبرز العادات والتقاليد التي لا زالت تُستخدم حتى يومنا هذا، وتزين مداخلالبيوت هيتميمة السبع عيون الزرقاءالتي كانت توضع  أعلى مداخل البيوت أونجدها تُزيد الكثير من أدوات البيوت أو ربما تعلق في رقبة الأمهات أو توضع علىملابس الأطفال لطرد الشر وإبطال السحر، إذ كان لدى البابليين اعتقاد بأن هناك سبعةشياطين عيونهم زرقاء، لذا لجأوا من خلال طقوس سحرية إلى التميمة ذات السبع عيونبلونها الأزرق اللّازورديّ (حجر اللّازورد) لكسر السحر أو النظرة الشريرة، وكما يُقال: “لدفع الشر الأزرق بالأزرق“.

      كما أعتقد العراقيون القدامى ومنهم السومريون بالعين التي تصيب البشر، ونظروالها على أنها شر وخبث تصيب الإنسان، وتلك الطاقة السلبية تستقر في جسد البعضومن خلال نظرهم إلى شخص آخر يمكن لتلك الطاقة السلبية والشر أن ينتقل عن طريقالعين من شخص لآخر، لذا لجأوا إلى استخدامالتميمة ذات العين الواحدة الزرقاءالمصنوعة من الزجاج أو من حجر اللّازورد أو العقيق أو حتى عين السمك اعتقادا منهمأن العين تُردُّ بالعين“.

     ويرجع السبب في استخدام اللون الأزرق دون سواه من الألوان الأخرى إلى كونه لونمقدس وله خصوصية، إذ كان يُطلق عليه مفردة (ميلامو) أي المخيف أو المرعب أو المهاب،كما أنه يمثل لون السماء وانعكاسها على لون الماء.

      إن استخدام السومريين والبابليين لتميمة السبع عيون وذات العين الواحدة عادةوتقليد يحمل معتقد (طقسيسحري)، بينما استمرارنا في استخدامها هو مجردموروث شعبي  له أثر إيجابي في نفس الإنسان العراقي، أي إن تلك العادة والتقليد فقدتتأثيرها وسمتها (الطقسيةالسحرية) المتعارف عليها منذ زمن السومريين والبابليين.

 

(Visited 132 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *