(( المليونير )) ـــ سامي قفطان في بابل

(( المليونير )) ـــ سامي قفطان في بابل


… شكر حاجم الصالحي
ما أعرضه في هذه السطور الموجزة ليس من المخيلة الجامحة ولا من أحلام اليقظة العابرة , ففي مبادرة غير مسبوقة اجترحها الإعلامي العراقي المغترب آسر عباس الحيدري كاتب قصة ( المليونير ) الذي أقترح انتاجها كشريط سينمائي بعد كتابة سيناريو لها من ماله الخاص , وقبل الخوض في تفاصيل هذه المبادرة السخية لابد من التنويه أن الانتاج السينمائي في العراق متوقف منذ عدة عقود للعديد من الأسباب التي منها المعوقات الانتاجية والتخصيصات المالية , أما أن يبادر عراقي مغترب بهذه المبادرة فانه بلا شك يستحق الثناء والاعجاب في وقت توقفت فيه مؤسسة السينما والمسرح كجهة قطاعية متخصصة عن النهوض بمهاماتها المنصوص عليها في لوائحها وقوانينها الداخلية وبامكاناتها المادية المتاحة … على أية حال .. المليونير قصة تدور حول رجل ثري حباه الله بالرزق الوفير أموالاً و أملاكاً وعقارات يسيل لها اللعاب , لكن مشكلة ( نشأت ) المليونير تكمن في حبه للمال وبخله وتقتيره على اولاده والعاملين في خدمته , وبفعل سلوكه هذا ماتت زوجته وغادر بيته الفاره أولاده , ولم يكترث بأحواله سوى مدبرة المنزل (( الأرملة )) سعدية التي قذفت بها ظروفها القاسية للعمل في خدمة المليونير نشأت الذي بلغ من العمر عتيا وتعرّض لأزمات صحية مختلفة آخرها أزمة داء القلب , ورغم الثروة والجاه إلا ان المليونير ظل على عادته لا يتفق ديناراً على معالجه وضعه الصحي , وتدور الأحداث فلا الأبناء يستجيبون لدعوته بالعودة الى البيت والاهتمام بالأب المريض البخيل … ولم يقف الى جانبه في محنته غير (( سعدية )) ومع كل هذه التداعيات الموجعة ونوبات القلب المتلاحقة ورفض الابناء العودة لمساعدة الأب المليونير , يصحو نشأت على واقعه المر , ويستيقظ ضميره الغائب مدوناً وصيته التي تضمنت توزيع ثروته على الجهات الخيرية وتخصيص نسبة خمسة بالمائة لخادمته التي صبرت على بخله المبالغ فيه وينتهي الشريط السينمائي (( 45 )) دقيقة بموت المليونير نشأت بين علب الدواء التي تناثرت حول رأسه , والشريط بجمله يحمل رسالة انسانية موجهة لأصحاب المال مفادها ان المال زائل وما على مالكه إلا أن ينفقه في مساعدة المحتاجين من الأرامل واليتامى وابناء السبيل …….
جسّد دور المليونير الفنان القدير سامي قفطان وكتب السيناريو فاضل شاكر ومثّل الأدوار نخبة من مبدعي بابل وهم : كل من : محسن الجيلاوي , احمد حميد الشيباني , برير سيفي , سلام هاني , محمد جسارة , الطفلة الموهوبة زينب , والفنانة الكربلائية وداد هاشم , والشابة فاطمة قاسم , لقد برع فريق المليونير بإداء مبهر أكد قدرات فناني بابل على تقديم كل ما هو مميز و جميل , كل هذا الفريق المبدع أداره وقاده بمهارة المخرج الشاب حسين العكيلي وفريقه الفني المساعد علي المطيري وياسر الأعسم …….
لقد أمتعنا المليونير بالقدرات البابلية الشابة التي منحتنا وقتاً جميلاً وجعلت جمهور بابل يبتهج مصفقاً بحرارة للمليونير خلال عرضه الأول في صالة سينما سومر في مول بي دي سي ………
في الختام لابد من توجيه الشكر لكاتب المليونير ومنتجه الاعلامي العراقي المغترب آسر عباس الحيدري الذي لولاه لما شهدنا ولادة أول شريط روائي ( 45 ) دقيقة في تاريخ مدينتنا العريقة وشكراً لمبدعي بابل وجمهورها الرائع … شكراً أيها المليونير …………..
*************************

(Visited 105 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *