” زائر المساء اليومي “

” زائر المساء اليومي “

قصص تحت سقف الزنزانات وقعت أحداثها في سنوات الرعب والخوف لسحق حرية الفرد وشل تفكيره.

دبي: نينا

صدرت عن دار لندن للطباعة والنشر، وبطبعة جديدة وانيقة ، المجموعة القصصية ” زائر المساء اليومي” للصحفي والكاتب العراقي المغترب ظافر جلود، المجموعة اقرب الى مذكرات تضم عشرة قصص متنوعة تناول المؤلف في اغلبها قصص سجناء ومعتقلين مناضلين عاش معهم في معتقلات الأمن العامة في البتاويين ببغداد والغرف الحمراء بالمخابرات، وأخيرا قسم الاحكام الخاصة في سجن أبو غريب الرهيب، ابان فترة حكم الدكتاتور المقبور، بعد ان تعرض للاعتقال والتعذيبوالفصل السياسي من نقابة الصحفيين العراقيين وكلية الفنون الجميلة ، ومن ثم الهروب باتجاه الحرية.

وقصص مجموعة ” زائر المساء اليومي ” مهداة إلى الشهداء الذين منحوا أرواحهم فداء للوطن، وإلى المعتقلين في القافات المظلمة المغلقة الذين فقدوا حريتهم، وإلى الذين عاش معهم في أقبية وزنزانات الرعب وإلى والدته الراحلة وزوجته اللتين حملتا مشقة عذابات سجن أبو غريب.

قصص المجموعة هي حقائق وقعت أحداثها في سنوات الرعب والخوف في الرعب والخوف ، حيث كان الاستبداد والظلم والقسوة والاضطهاد عنواناً لسحق حرية الفرد وشل تفكيره وإخماد روح المعارضة فيه بالحديد والنار، من قبل سلطة جائرة ونظام شمولي عطٌل الحياة السياسية والاجتماعية والنظام القضائي العراقي المستقل، عبر إنشاء محكمة الثورة سيئة الصيت والتي أصبحت الإطار القانوني لإصدار عشرات الألوف من أحكام الإعدام، والأحكام الخاصة الأخرى في محاكمات صورية لا يمنح فيها المحكومون أي مهلة، مهما قل شأنها، ولا تستغرق إجراءاتها سوى قراءة قائمة اتهامات جماعية أو فردية ومن ثم تلاوة الحكم الجاهز مباشرة، من دون أية مناقشة أو مرافعة متجاوزة القانون الذي شرعت به هذه المفرمة البشرية الهائلة.

إنها شخصيات حقيقية عاش معها وفيها بكل تفاصيل حياة الاعتقال في الأمن العام، ومن ثم في قسم الأحكام الخاصة في سجن أبو غريب، لقد وضع المؤلف كل الدلالات والأسماء مثلما هي من دون تغيير أو ترميز، لكي يمنحها بُعدها الإنساني في التعامل مع هذه الأجواء المشحونة بظلم وقسوة النظام السابق، كما أنها ستكون وثيقة لكل الأجيال القادمة، لكي تتعرف إلى مدى العنف والإبعاد والإقصاء الذي مارسه الديكتاتور بحق شعبه عموما والكتاب والمثقفين والإعلاميين الذين كانوا يتصدون لحكمه.

(Visited 19 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *