علاء الخطيب
ما تفعله امريكا وإسرائيل بالعرب يشبه نظام التسقيط الفردي في لعبة كرة القدم ، فهي تستفرد بكل دولة عربية على حده ، بدأت بالعراق بذريعة أسلحة الدمار الشامل ، فحلت الجيش والقوى الامنية وسمحت بالفوضى وسرقة املاك الدولة وشجعت على كل الموبقات، ثم ذهبت إلى ليبيا وانهت كيان الدولة ، حتى غدت ليبيا كانتونات متناحره، وانهت شكل الدولة ، ولازالت تعاني كشيقيقها العراق ، ثم اليمن هي الأخرى دولة محطمة ، ولبنان الذي يأن من جراحه ، وسوريا التي فقدت دورها ، وصار يتطاول “النتن”على السعودية ، وجاء دور مصر والأردن ، …. والبقية تأتي
الاستفراد الأمريكي والبلطجة الاسرائيلية تذكرني بقصة ٍ تروى عن الاسكندر المقدوني ، تقول : ان الاسكندر كان كلما احتل مدينة يُخرِّج شيوخها و وجهائها وساداتها ، ويَطرحُ عليهم سؤال : هو: ” من الذي سلَّطني عليكم ؟ “ فإذا قيل له الله سلطك علينا قتلهم ، واذا قيل له انت بقوتك وجبروتك، تسلطت علينا ، قتلهم ايضاً ، فشاع الرعب والخوف في كل المدن ، حتى صار يستبيح مدينة تلو الأخرى ، حتى وصل إلى مدينة فدخلها ، ونادى على شيوخها وساداتها، ليطرح عليهم ذات السؤال : فارتعد الجميع وخافوا من الاسكندر ، فخرج شاب صغير في مقتبل العمر وقال لهم أنا اخرج اليه ، فقالوا له سيقتلك، قال : أنا سأضحي بنفسي ولكن بشرط ان “تحضروا لي تيساً و جَملاً وببغاءً ، فجاؤوا يتقدمهم الشاب الصغير ومعهم الحيوانات الثلاث ، فدخلوا على الاسكندر ، فقام الشاب ووقف، ليجيب على اسئلته، فنظر اليه الاسكندر رآه شاب صغير لم تنبت لحيته بعد ، فقال له : أليس في القوم من هو أكبر منك سناً ، فأشار الشاب للجمل وهو صامت ، ثم قال له الاسكندر : أليس في قومك ذو ذقن ، فأشار إلى التيس ولم يتكلم ، ثم قال له: أليس في قومة من يستطيع الكلام ، فأشار الشاب إلى الببغاء، فاعجب به، وتأمله ملياً ونظر اليه
ثم قال له الاسكندر سأطرح عليك سؤلاً ، فقال له سل : فقال له : ” من سلطني عليكم ؟ ” الله أم أنا ، فقال له الشاب : لا… الله ولا …. انت الذي سلطك علينا هو سكوتنا حينما رأينا اخوتنا في المدن الاخرى يذبحون ونحن صامتون ، خوفنا وهزيمتنا الداخلية ، فقال له الاسكندر صدقت، لقد قلت قولا شجاعاً .
هكذا هو حال العرب ، عندما شاهدوا الفلسطينيين واللبنانيين ومن قبلهم العراقيين في الحصار يقتلون وتستباح ارضهم ، وهم صامتو ، راح ترامب ونتنياهو يعربدون ويتوعدون ، حتى وصل الأمر إلى تهجير الفلسطينيين من ارضهم، وبعض العرب يبحث عن خطة تضمن آلية التهجير بما يضمن مصلحة الجميع ، يا له من عار ، ويا له من ذل، ويا لها من خيبة .
يقول الامام علي عليه السلام « ما غُزيَّ قوم في عقر دارهم إلا ذلوا» .