هذا العالم لا يرحم، القسوة تملاء الروح بالقيح،
دموعي الملتهبه التي حفرت اخاديد في وجهي نزلت إلى المريء، ثم الى القصبات الهوائية، شهقت، اريد ان اتنفس، او اسمعموسيقى تنسيني هذا العالم.
هوى عينيك يا عصفورتي الشقراء علمني
لان المرء لا يقوى بان يحيى بلا وطن
محمود يا محمود لماذا ما هذا الهراء،
هوى عينيك يا عصفورتي الشقراء خلاني
ادوس الجرح في قلبي و امشي فوق احزاني
محمود كف عن هذا ارجوك…
فقط تصورت، نعم تصورت حلمت باضغاث، ان السلطات الفنلندية، هجمت على بيتنا هنا في هلسنكي، اخذوا الاطفال، اطفالي الذين ولدوا جميعا هنا في هلسنكي، اصعدوهم سيارة زيل عسكرية، وضعوهم كالخراف مع ابناء اجانب اخرين فيذات الزيل السيارة العسكريه، و رموهم خارج الحدود، قالوا انتم لستم فنلنديون، عودوا الى بلدكم.
لقد قتلوهم، القتل المعنوي اقسى من القتل المادي بملايين المرات، لانهم رسموا حياتهم القادمه بكل تفاهة، نعم لقد خططوالقتلهم و نفذوا خطتهم، و يبقى محمود درويش يغني…
هوى عينيك خلى الناس كل الناس
احبابي و خلاني
و علمني بان المرء علمني
من غير الهوى قيثارة من غير اوتار.
اسكت يا محمود لا توغل في الجريمة، اسكت
كنت و لا ازال اعرف ان هذا العالم مليء بالقبح و القيء و الا عدالة، لكني اصر بغباء مع سبق الاصرار باني متفائل، اغني وارقص، على ان “الحياة حلوه للي يفهمها“…
ههههههه ماذا بقي لنا من اصوات الزيل الصدئة، ماذا بقي لنا ان نفكر؟ نعم لا نقوى ان نفكر الا بشيء واحد فقط، هو البقاءالغريزي، لكن لازلنا لا نعرف بعد كل هذه السنين لماذا نبقى؟
امير الخطيب