الحلم
امير الخطيب
الخواء يملاء راسي
الخدر الاسود يتناسل في ذاكرتي، لم اعد اقوى حين يجرفني نهر العواطف، على الرغم من ان تجربتي العقليه تجاوزت الاربعون عاما، العقل المجرد دكتاتور ارعن، القلب المجرد خرقة لمسح القاذورات.
بين العقل و القلب مسافة من الصعب تجاوزها عند التفكير، القرار الاخير للماده، المتخيل يبني اجمل الاحلام و التصورات، قلب ذكي أبقى من كل التوسلات، لكن…
كل الاشياء تبدء بفكره، كل التصورات تبدء بفكره، ثم تليها التنفيذ، الكل يعرف هذا، لكن بعضهم يصرخ دون خجل، ماذا بعد تجربتك الغنية بالمتخيل و بناء احلام و رفد العالم بصور ” ربما لا احد يحتاجها” ماذا جنيت، ما الفائده، قتلتني الفائده، هذه الكلمة التي تنم عن غل و حقد على كل التصورات و الافكار، هذه الكلمة التي تنتهي بالمادة.
قالت العرب سابقا، البحث نوعان اما في المعنى او في المبنى، انا لست مسؤول عن المبنى، انا لست معني بالمبنى، على الرغم من حاجتنا جميعا للمبنى، لكنها ليست وصيفتين، ربما هي لشخص اخر، لا لَيس ربما، اكيد انها لشخص اخر.
ما يعنيني هو التصور، التخيل، الابحار في تطوير الفكره، ربما انهي حياتي من أجل لاشيء، اقصد لا اصل الى شيء، لكني ابقى احاول، اصر على الاستمرار، فامتلاك الاستمرار غاية لايدركها معضم الناس.
حمّى الماده، تحرق كل الناس الا من ينذر نفسه للتصور المجرد، فهو يستهلك الماده و ابي منتج لها، اقولها للجميع، لا تنتظروا القصور او الفتات الذي اتركه بعدي، ببساطه لاني حالم.
امير الخطيب