فقدت الشهية
للحياة، الشهية الى المراة، الى الاكل الطيب، لم يعد يغريني المكان الجديد، فقدت الدهشه، الدهشة التي كانت تاخذني الىازمان بعيده، او تاخذني الى مستقبل متخيل، ربما جميل او مخيف، فقدت الدهشة التي تقودني للغواية و الفضول لمعرفةالاكثر و الاعمق.
لم اعد اخاف اي شيء، القطار الذي مر على جسدي لم يستطع تقطيع اوصالي، الرائحة النتنة التي زكمت انفي لم اشعربها، كانها لا شيء، انام و لا ابالي لعواء القطارات التي تقتحم اذني من شباك غرفتي، مرة سالتني بنتي: بابا انظر هل تغيرشيء في؟ فلم ام ار اي تغيير، كررت السوال لعشر مرات و كانت المره الاخيره بغضب و غنج، قلت و اقسم اني ام ار ايتغيير، قالت بنبرة حزينه، لقد قصصت شعري، الم تلاحظ ذلك؟
كذبة الحياة التي شغلتني لستين سنه، و التي كنت اركض خلف عربة تجرها خيول احلامي، مضت، لم تعد كذبه، اصبحتفي خبر كان، و عدت استرخي الى السكينة و القناعة، القناعة كالفقاعة عندي، تنفجر لمجرد مضي الوقت، لاني لم اعد اقنعباي شيء، حتى السكينه، اصطنعها لتمرير الوقت ليس الا، هدوء الوجه و غليان الداخل لا يلتقيان، الا اني اتزوق بالكذب.
الحرص ليس من خصالي، و طول الامل لم يمر يوما ببالي، انا لست متشائم و كذلك لست متفائل، لانني انطلق دائما منالصفر بلا ماضي، لهذا لم اكن حريصا في يوم ما، و لم أفكر بالمال، و كذلك قلت سنة ٢٠١٢ حين رقدت في المستشفىلشهرين قلت: انا سعيد حتى و ان مت الان.
فهل هو التقدم في العمر؟