في سالف العصر و الاوان، كانت كلمة “ثقافه” مقتصره على الفن و الادب، و كان المثقف كل من يمسك كتب و مجلات او جرائد و يجلس في زاوية من مقهى، ليس عنده اي شيء يفعله، بعدها عرفنا ان الثقافه تضمن كل من يشتغل في حقول الاعلام في الاذاعه و التلفزيون او الصحافه، بعدها تسطحت كلمة الثقافه لتصبح، ” ثقافة القتل” مثلا او ثقافة العنف.
شخصيا اميل الى ان الصق كلمة الثقافه، بالفن و الادب، و ارى انها وسائل يمكن ان تثقف الانسان بمعنى الثقاف باللغة العربيه، و لاشيء سوى هذه الوسائل لتثقيف الانسان، فثقافة الطبخ او الجلوس ادرجها ضمن التقاليد او احبذ ان تكون ضمن “كلمة” التقاليد.
ارى ان عموم الانشطه الثقافيه هي ضمن دائرة البناء الفوقي، اقصد الادب و الفنون بجميع انواعها، كما ارى ان كثره الانتاج “السيء خصوصا” يبعد الناس عن هذه الانشطه، و لا يغير فيهم اي شيء، بل بالعكس ينفر الناس بكل شيء اسمه فن و ادب، لان الحاجه الى الفن و الادب خصوصا في بلداننا تقتصر على المهتمين فقط من الناس لا الناس كلهم، و الاعلام المبالغ به لاي نشاط، نعم هو حاجه سياسية، لكنها بالنتيجه النهائية تصب في صالح السياسي، ليس في صالح فائدة الناس.
و لا يمكن ان موثقة ضمن الابواب الثقافيه، فالاعلام و ان كان مسؤل عن توعية الناس و تثقيفهم، الا انه و بالاخير يتجه الى من يدفع اكثر اي ليس هناك حيادية و عدم تحيز للدافع، بينما الانتاج الانساني اعني الثقافي ” الادب و الفن” فلبي له مصالح سوى ان يقول ما يراه بشكل مباشر احيانا و لشكل رمزي احيانا اخرى.
امير الخطيب