امير الخطيب – وكاتب عراقي
الحاجات الجسديه والحاجات الروحيه تتلخص بالماده و المعنى، كيف؟
الجسد حاجات كثيره، منها غرائزية و منها كماليه، الكل يعرف الحاجات الغريزية، لكن البعض يعرف حاجات الانسان الكمالية، مثل الملبس و السكن المريح و الأثاث الفاره، و التجميل و العطور و غيرها الكثير، ربما يقول قائلا، لماذ تعتبر هذا الاشياء كمالية، و انها اساسية في تغذية الروح مثلا.
الحاجات الروحيه هي الاخرى كثيره، لكن اغلب الناس يحصرها في الطقوس الدينيه و العبادات، و هذا من الناحية العمليه صحيح، لكن هناك حاجات كثيره غير اداء الطقوس العبادية، فالصلاة و الصوم و قراءة الادعية و الكنب المقدسة، مثلا تعتبر “هي” الحاجات الروحية عند بعض الناس، لكن هولاء الناس يتناسون ان هناك حاجات روحية اخرى كثيره غيرها، فالموسيقى و الفن عموما، هي حاجات روحية، انا اعتبرها اساسيه للبشر و ليست كمالية، فالذي لا يتناغم مع الموسيقى لا روح له، و الذي لا يتذوق الفن لا روح له.
العواطف، حاجه روحية، فانك حين تتعاطف مع المظلوم، فانك تغذي روحك بحاجة اساسية، او تبكي لسماع خبر محزن، فالبكاء و الضحك و الشجن هي حاجات روحية، كذلك الحب المجرد الكبير الذي ” يمنح كل الناس ثمار الحرية”.
هذه الحاجات الروحية ليست كمالية، لكنها تتقاطع مع التدين، لهذا تكون ممنوعة في المجتمعات المتدينة، او غير ذات اهمية.
نعم الجمال حاجه روحية، جمال الداخل حاجة روحية و ليس جمال المظهر ، جمال الكلام حاجة روحية، جمال المواقف حاجة روحية، وجمال الصدق حاجة روحية، و كثير ما يخدع المظهر، و كذلك السكن المريح، و الأثاث الفاره، و الملبس، و هذه كلها حاجات كماليه…