” الأركان ” شجرة الصحراء التي لا تموت
حيدر صبي – العراق
جمعينا يعلم ما يطرأ الان على الكوكب من تغيير للمناخ الامر الذي استدعى دول العالم الى عقد الكثير من المؤتمرات الدولية للحد من تأثيره .
العراق من بين 11 دولة ستكون الأكثر تضررا بهذا التغيير , مع هذا لم نجد حتى الساعة اي تدابير فعلية من قبل الحكومة العراقية ولا هناك من برامج واستراتيجيات لا بعيدة ولا قريبة المدى موضوعة على طاولة البحث سوى ما نقرأه بالإعلام من خطط خجولة لا ترتق وما سيحل بالعراق من كوارث خلال السنين القليلة القادمة !.
– شجرة ” الأركان ” الشجرة التي تعاند الموت
تعتبر الشجرة هذه من الأشجار الحطبية التي تتكاثر بالبذور , تُصنف شجرة اركان أو الأرجان ضمن مملكة النباتات، وعائلة النباتات البذرية، وشعبة كاسيات البذور، وفئة النباتات ذات الفلقتين، واسمها العلمي أرجانيا سبينوزا (Argania spinosa)
تنتشر زراعتها في الجنوب المغربي وتحديدا بمنطقة تدعى ” سوس ” . تم تصنيف الشجرة من قبل اليونسكو كتراث ثقافي عام 2014 وكتراث من قبل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ” فاو ” سنة 2018 .
وفي تقرير نشر بإحدى الصحف العربية سلط الضوء فيه على تفرد الشجرة ومصنفاتها وميزاتها والظروف البيئية الصعبة التي تعيش فيها ومعاندتها للموت وما تعطيه من قيمة غذائية من الزيت المستخلص منها سواء لاستخداماته في الطبخ او في صناعة زيت التجميل مع أهميتها البيئية .
الدول التي تعاني من التصحر تحتاج زراعة هكذا أنواع من الأشجار , كونها تستطيع توفير غطاء نباتي حُرجي، والسيطرة على الكثبان الرملية وتثبيتها، وتوفير مصدر غذاء نباتي للمواشي ولغابات الرعي، بالإضافة لاستخدام خشبها كفحم ومصدر للوقود، كما تُعد شجرة الأرجان شجرة دائمة الخُضرة، لها أوراق صغيرة مستطيلة على شكل مجموعات متفرقة، بطول 2 سم، وأزهار يتدرج لونها بين الأصفر والأخضر، بالإضافة لثمارها الخضراء الصلبة، التي يصل طولها إلى 3 سم، وتحتوي الثمرة على ثلاث بذور صلبة تشبه في شكلها اللوز.
وأضاف التقرير ان الشجرة تلك تشكل الدرع الواقي للتوازن الإيكولوجي. فبفضل جذورها القوية، تساهم هذه الشجرة في الحفاظ على التربة، وفي مقاومة التعرية المائية والريحية التي تهدد التربة وتمنعها من التعرية إضافة الى ما تنتجه من اوكسجين بفضل استهلاكها لكميات كبيرة من ثاني أوكسيد خلال تمثيلها الغذائي .
– نقل شجرة الأركان الى العراق
لا اعلم حقيقية لماذا لم يدر بخلد مسؤولي وزارة الزراعة التفكير جديا باستيراد بذور هذه الشجرة من المملكة المغربية ومن ثم القيام بزراعتها في صحراء الرمادي وبادية النجف والسماوة , فتلك المناطق هي ارض بكر تحتوي الكثير من المعادن وبذا ستشكل بيئة مثلى لزراعة الشجرة والتي ان توزعت زراعتها بمساحات شاسعة ستكون الأداة الناجعة في محاربتها للتصحر لما ستشكله من حزام اخضر, ثم اننا ومن خلال الشجرة يستطيع العراق اقامة محميات تحافظ على نوعيات نادرة من الحيوانات والطيور بانواعها ، ثم تربية المواشي , هذا غير توفيرها المادة الأولية لكثير من الصناعات الغذائية ناهيك من استخدام اجذاعها في صناعة الفحم .
لدى العراق البيئة والمناخ اللذان يساعدان على زراعتها وبديمومة بقاء لعشرات السنين اذ لها قابلية العيش على عدة وحدات وطبقات بيومناخية , من المناخ شبه الجاف إلى المناطق المعتدلة مرورا بالمناطق شبه الرطبة , إضافة لتحملها لدرجات حرارة عليا تصل (50 درجة مئوية ) ولها خاصية اخرى فهي لا تحتاج الى كميات كبيرة من المياه فجذورها تمتد الى 25 مترا تحت الأرض واذن فتوفير المياه من خلال حفر الابار هو الطريقة الاسهل لسقي الشجرة ولا نظنه سيشكل عائقا امام ما يعاني العراق من شح في تدفق مياهه . نامل من وزارة الزراعة الالتفات الى هذه الشجرة ووضع جدوى اقتصادية عاجلة لزراعتها بعد دراسة ظروف انمائها البيئي ومميزاتها وما ستدر على البلد من ربحية اقتصادية ” انتاج غذائي , طاقة , سياحة , محميات “, ناهيك عن الفائدة الأهم في محاربتها للتصحر .