بقلم نزهة عزيزي من فرنسا
تعيش فرنسا على وقع زوبعة إعلامية تشنها وسائل الإعلام على الممثل الشهير جيرارديو في قضاياتحرش وإغتصاب، لأربعة ممثلات يتابعنه قضائيا أمام العدالة، وصرحت شارلوت اورنو الممثلة التيتتهمه بإغتصابها أنها لن تتنازل عن القضية حتى تأخد العدالة مجراها.لكن أبشع هذه القضايا قضيةالسيدة جيزال بيليكو التي خرجت عن صمتها وهي اليوم تخوض معركة قضائية من أهم المعارك التيعرفها القضاء الفرنسي المعاصر،ربما ستدفع المشرع الفرنسي لحماية النساء من الاغتصاب داخلمنظومة الزواج الشرعي.
جيزال بيليكو، إحدى الشخصيات التي عاشت قصة صادمة وصعبة على مدار سنوات طويلة، حيث تعتبرتجربتها مثالاً قوياً على العنف الذي تتعرض له النساء في العلاقات الحميمة وتأثيراته النفسيةوالاجتماعية العميقة. تعرضت بيليكو لاعتداء جنسي من قبل شريك حياتها، وهو أمر لا يزال يشكل قضيةحيوية وحساسة في المجتمعات حول العالم. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل هذه القضية،وتأثيراتها، والرسائل التي تحملها للتوعية بقضية العنف الجنسي داخل العلاقات الزوجية، وأهميةالتشريعات والسياسات التي تحمي حقوق الضحايا.
جيزال بيليكو امرأة قوية واجهت محنة مؤلمة حين تعرضت لاعتداء جنسي من قبل شريك حياتها منذعدة سنوات. هذه القضية عكست وجهاً من وجوه المعاناة التي تتعرض لها النساء، حتى من أقرب الناسلهن. في العديد من الحالات، تُحجم النساء عن التحدث علانية عن العنف الجنسي خاصة إذا كان منطرف شريك الحياة بسبب الخوف من الوصمة الاجتماعية أو انعدام الثقة بأنهن سيحصلن على العدالة.
إن العنف الجنسي، وخاصة عندما يكون الجاني شريك الحياة، يعد أحد أشكال العنف المنزلي التي غالباًما تظل طي الكتمان. يعتبر الاعتداء الجنسي في العلاقات الزوجية من القضايا المعقدة حيث قد تشعرالضحية بالصعوبة في التمييز بين ما هو مقبول وما هو تعدٍّ على حقوقها. الكثير من المجتمعات لا تزالترى أن العلاقة الزوجية تمنح نوعاً من الحقوق الحصرية للشريك، إلا أن القوانين الحديثة تسعى بشكلمتزايد للتأكيد على أن الرضا هو الأساس في أي علاقة حميمة، بغض النظر عن طبيعة العلاقة.
تجربة بيليكو لم تكن مجرد لحظة عابرة بل كانت تجربة تركت جرحاً عميقاً، وقد أثرت على حياتها بشكلشامل. النساء اللاتي يتعرضن للعنف الجنسي يعانين من تأثيرات نفسية مثل القلق، والاكتئاب،واضطرابات ما بعد الصدمة. وبالإضافة إلى الآثار النفسية، قد تجد الضحية نفسها وحيدة أو مرفوضة منقبل المجتمع، مما يضيف عبئاً اجتماعياً كبيراً على حالتها النفسية.
الجانب القانوني والتحديات
تواجه النساء اللواتي يتعرضن للعنف الجنسي من قِبل شركائهن تحديات قانونية هائلة، فعلى الرغم منأن بعض الدول بدأت تعترف بأن الاغتصاب يمكن أن يحدث داخل إطار الزواج، إلا أن قضايا كهذه قدتواجه صعوبات في الإثبات. في كثير من الحالات، يتطلب الأمر وجود شهود أو أدلة مادية، مما قد يكونشبه مستحيل في سياق العلاقة الزوجية.
قصة جيزال بيليكو تبرز أهمية التوعية المجتمعية حول حقوق النساء داخل العلاقات وضرورة تفهم أنالرضا أمر أساسي في أي علاقة حميمية. كذلك، فإن توفير الدعم للضحايا، سواءً من خلال مراكز الاستماعأو الدعم النفسي، يعدّ من الأمور الأساسية لمساعدتهن على التعافي والتعامل مع آثار العنف.
تحتاج المجتمعات إلى سنّ قوانين واضحة تحمي حقوق النساء داخل العلاقات الزوجية وتضمنمحاسبة المعتدين، حتى لو كانوا شركاء الحياة. ففي بعض الدول، أدخلت قوانين تتعلق بتجريم العنفالجنسي في إطار الزواج، إلا أن التطبيق يظل تحدياً بسبب العوائق الاجتماعية والثقافية
تجربة جيزال بيليكو ليست مجرد قصة شخصية، بل هي جزء من قصة أكبر تواجهها نساء كثيرات حولالعالم. تُلقي هذه القضية الضوء على أهمية حماية النساء من العنف داخل العلاقات، ودور القانونوالمجتمع في توفير الحماية والدعم اللازمين. من خلال تعزيز التوعية وتحديث التشريعات، يمكن خلقمجتمع أكثر عدالة وأماناً للنساء، حيث يكون لكل امرأة الحق في أن تشعر بالأمان والكرامة داخل علاقتهاالحميمة.