عندما كان الحزب واحدا ، حاولت بكل طاقتها ان تحمل صفة ” مستقلة ” على الرغم من صعوبة التملص منالعناصرالنشيطة التي تسعى الى كسب المستقلين ليصبحوا مؤيدين لكنها اضطرت خلال الدراسة الاعداديةالى الرضوخ لالحاح احدى زميلاتها ليس اقتناعا بل خوفا من رد فعلها اذا ماواصلت رفض دعوتها لها،فقديحمل ذلك ألف معنى وقد تجد من يبحث في تاريخ أسرتها كله ويجد فيه شائبة تكفي لاخفاء احد أفرادها اوكلهم وراء الشمس فاكتفت بحضور اجتماعات حزبية تخلفت عن اغلبها والتزمت بدفع الاشتراك الماليالشهري لمجرد ان تبعد عنها الشكوك فليس هنالك من يقتنع بوجهة نظرها التي تقوم على رفض الانتماءوالرغبة في أن تظل مستقلة !
ولأنها مستقلة في اعماقها وتسعى الى ان تكون كذلك على أرض الواقع ، فقد تجنبت الالتحاق بكلية (مغلقة) –أي يشترط الالتحاق بها الانضمام الى الحزب – بل اختارت كلية اكثر انفتاحا ، واكتفت بأن تنفذ وصيةاهلها بالحذر ثم الحذر من اثارة اي نقاش سياسي او المشاركة فيه فهي من محافظة تمثل أصلا علامة فارقةفي نظر الحزب، ومن حسن حظها ان المسؤول الحزبي في قسمها لم يكن يدقق في انتماء الطالبات اوحضورهن الاجتماعات بل كان يصب كل تركيزه على الطلاب الذكور لأنهم لابد وان يكونوا ناقمين اصلا فياعماقهم مادامت الجامعة لن تنتهي بعمل او وظيفة بل بالانخراط في الجيش والذهاب الى جبهات القتال !
بعد عام 2003 ، وعندما تحول الحزب الواحد الى موكب من الاحزاب متعددة المناشيء والاجندات،اختارتالعمل في وظيفة لاعلاقة لها بالاحزاب ، وحتى عندما لمع اسمها في مجال عملها وتلقت عدة دعوات لخوضالانتخابات تحت لواء حزب او تجمع او تيار ، لم تخضع لاغراء المجد السياسي وكسب المال السائب وهما مناهم اسباب الانتماء الى أحزاب وخوض انتخابات تنتهي غالبا بفشل المستقلين وضياع اصوات ناخبيهمهباء وفوز من يتمتع بدعم حزبي ..
كانت تشعر بالأسى على المرشحين المستقلين فمهما كانت نزاهة بعضهم ورغبتهم في الاصلاح وخدمةالشعب فسوقهم ليست رائجة لأنهم ينفقون على دعاياتهم الانتخابية المتواضعة من جيوبهم ويعولون علىاصوات ناخبين شرفاء بينما تنفق الاحزاب على مرشحيها اموالا طائلة وتبدع في شراء اصوات الناخبينبالمال والوعود بالتعيينات بل وبالبطانيات احيانا !
ولأنها تدرك بأن الديمقراطية التي جلبت معها الانتخابات لم تكن نزيهة بل مشوهة ، فقد قررت ان تختبرهاوأن تجرب بنفسها مدى صحة تشدق المتشدقين بها ، لذا قررت الترشح لمجلس امناء شبكة الاعلام العراقيعسى ان تقدم شيئا يخدم مجال عملها لكنها وجدت من ينصحها بالعدول عن قرارها لأن ماتفعله (مضيعةللوقت) مادام المجلس خاضعا للمحاصصة الحزبية والقضية (محسومة للأحزاب) كما قيل لها …
ماالداعي اذن الى التشدق بالديمقراطية والانتخابات وحرية الرأي في بلد لاينال فيه المستقل وظيفة اومنصب او حظوة في مختلف المؤسسات الحكومية والهيئات (المستقلة) مادام كل شيء فيه يخضعللمحاصصة الحزبية ، ومناصبها كلها (محسومة للأحزاب )؟!!